والأبيض ومحلها الآن مدينة حلفاية، عند مصب النهرين». انتهى.
وقد ذكر المقريزى فى خططه كيفية اعتقادهم وما يفعله الكهنة، ثم قال:
قال أبو الحسن المسعودى:«فأما البجة فإنها نزلت بين بحر القلزم ونيل مصر، وتشعبوا فرقا وملكوا عليهم ملكا، وفى أرضهم معادن الذهب، وهو التبر، ومعادن الزمرد، وتتصل سراياهم ومناسرهم على النجب إلى بلاد النوبة فيغزون ويسبون».
وقد كانت النوبة قبل ذلك أشد من البجة إلى أن قوى الإسلام وظهر، وسكن جماعة من المسلمين معدن الذهب وبلاد العلاقى وعيذاب، وسكن فى تلك الديار خلق من العرب من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، فاشتدت شوكتهم وتزّوجوا من البجه، فقويت البجه ثم صاهرها قوم من ربيعة فقويت ربيعة بالبجاة على من ناواها وجاورها من قحطان وغيرهم ممن سكن تلك الديار.
وقال صاحب المعدن-فى وقتنا هذا وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة-بشر بن مروان بن إسحق بن ربيعة: والبجه المالكة لمعدن الزمرد وتتصل ديارها بالعلاقى، وهو معدن الذهب، وبين العلاقى والنيل خمس عشرة مرحلة، وأقرب العمارة إليه مدينة أسوان وجزيرة سواكن أقل من ميل فى ميل، وبينها وبين البحر الحبشى بحر قصير يخاض وأهلها طائفة من البجة تسمى الخاسة وهم مسلمون.
وذكر صاحب كتاب الفهرست: أنه كان للبجة كتابة مخصوصة ولكنه لم يرها.
وقد تكلم على البجة ابن حوقل، والشريف الإدريسى، وأبو الفدا، وابن الوردى وآخرون من جغرافى العرب.
ومن اطلع على ما ذكره المقريزى فى خططه (١)، يجده محتويا على ما قاله كل منهم.
(١) الخطط للمقريزى، المرجع السابق. مج ١. ص،٣٣٢ وما بعدها.