الشيخ العلامة عز الدين المجولى الشافعى، مشمولة بخط ابن شعبان قاضى إقليم المحلة والغربية سابقا، فتنازع المدعى والمدعى عليه والشاهد المذكور لدى قاضى مصر، وهو برويز جلبى، مملوك إبراهيم باشا الوزير الكبير، فركب وكشف بنفسه على المحل، ورأى الحدود وفحص عن ذلك فثبت عنده ملك داود باشا لذلك قبل وقفه له، وإنما الخولى زين الدين كان عاملا له فى الزراعة وإنشاء الشجر، وجعله ناظرا عليه فقط، فحطت رتبة زين الدين الخولى بمقتضى ذلك عند بعض الأكابر، ونسب إلى دعوى الزور وما لا يملك، وذلك فى أواخر ربيع الآخر سنة خمس وستين وتسعمائة.
وقال فى موضع آخر: إن الخولى زين الدين هو ابن شهاب الدين بن على، يقال إن أصله من المغرب، وكان أبوه شهاب الدين وعمه جمال الدين رئيس الخولة بالسواقى السلطانية على نمط أشباههم من الخولة، ونشأ زين الدين على فقر وفاقه وتقتير كثير، وكان مبعدا من أقاربه، فلما مات عمه جمال الدين وطعن أبوه فى السن احتاج إلى مساعدته، فساعده بهمة وعزم وحسن سيرة، مع بذل الطعام لكل وارد من عرب بنى عطية وغيرهم، فقصدته العرب وتسامعوا بحسن سيرته واشتهر ذكره، وتقرب من السلطنة وخدم الأعيان، وأكثر من الزراعة واهتم بها، واستأجر طينا سلطانيا بإقليم الجيزة وغيرها، ونما ذكره وحمدت سيرته، سيما فى ملء الفساقى التى بمنهل عجرود ومنهل بطن نخل، وترقى بواسطة خدمته لمن يكون كافل الديار المصرية وناظر أموالها، وتردد إلى صناجقها وأكابرها وهاداهم، وقوى عزمه وتعدى طور أبيه وجده فى علو الهمة والمروءة ومحاباة الناس، فصار مجالس أكابر الدولة ومن الأعيان الذين سودهم الزمان بغير برهان، ومن الذين يتطاولون فى البنيان.
قال: ولقد حكى لى أن مرتبه فى منازله فى كل يوم من الدقيق الحوارى لعمل الخبز القرصة خمسة عشر من البطط.
وقس على ذلك غيره، مع ضيق أحوال أهل مصر والقاهرة فى معايشهم، ووقوف أحوالهم وتعطل مكانهم. انتهى.