للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان يقول: من آداب الزائر أن لا يزور أحدا إلا إن كان يعرف من نفسه القدرة على كتمان ما يرى فى المزور من العيوب، وإلا فترك الزيارة أولى.

وكان يقول فى حديث: «أن الله يكره الحبر السمين» المراد بالحبر العالم، وسمنه يدل على قلة ورعه وعمله بعلمه، فلو تورع لم يجد شيئا فى عصره يسمن به.

وكان يقول فى قوله : إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، يدخل فيه العالم، أو المسلك إذا لم يعمل بعلمه فى نفسه، ولكن أفتى ودل الناس على طريق الله ﷿، وكذا يدخل فيه العالم والعابد إذا زهدا فى الدنيا طول عمره، فلما قربت وفاتهما مالا إلى الدنيا وأحباها وجمعا المال من غير حل، فيموتان على ذلك فيحشران مع الفجار الخارجين عن هدى العلماء العاملين.

وكان يقول: ليس ما يصيب الأطفال والبهائم من الأمراض كفارة لها لعدم معصيتها، وإنما هو فى البهائم لكونها تطعم وتسقى فى غير وقته أو غير ما تشتهى، أو لا تقتصر فى الأكل على الحاجة بل تزيد، ثم تستخدم مع ذلك فتتعب أبدانها لا سيما فى شدة الحرّ والبرد.

وأما فى الأطفال فلأن الحوامل من النساء والمرضعات يأكلن ويشربن بشره وحرص أكثر مما ينبغى من ألوان الطعام والشراب، فيتولد فى أبدانها أخلاط غليظة مضادة للطباع، فيؤثر ذلك فى أبدان الأجنة التى فى بطونهن، وفى أبدان أطفالهن من اللبن الذى هو فاسد، ويكون ذلك سببا للأمراض والعلل والأوجاع من الفالج والزمانات واضطراب البنية، وتشويه الخلقة وسماجة الصورة.

ثم قال: من أراد السلامة من ذلك فلا يأكل ولا يشرب إلا وقت الحاجة بقدر ما ينبغى من لون واحد، بقدر ما يسكن ألم الجوع ثم يستريح وينام، ويمتنع من الإفراط فى الحركة والسكون.