النصب القديمة، وعدلت الترع والمساقى ووجه إليها ما يلزم من ماء الإبراهيمية فزرع هناك نحو خمسة عشر ألف فدان صيفية وصارت أرضها رواتب، وقل بها استعمال السواقى.
ولما كانت الإبراهيمية قد قطعت ترع بلاد المنية وحرمت أراضيها من الطمى الذى عليه مدار الخصوبة صار الاعتناء بهذه المسألة واستعملت الإبراهيمية فى ملء الحيضان وتكملتها مع ما يرد إليها من اليوسفى، فحييت أرضها وأخصبت، وزرع الأهالى بها نحو ثلاثة آلاف فدان من القصب الحلو، بعد أن كان هذا الصنف والإبراهيمية مختصين بالدائرة السنية، وزادت زراعة الذرة أضعاف ما كانت عليه، وعملت فى المديريات قناطر وبرابخ كثيرة ما بين تجديد ورم، وبلغت أعمال الحفر فى تلك السنة ما بين تجديد وتطهير اثنين وثلاثين مليونا ونصف مليون متر مكعب فى مائة وثلاثة وخمسين يوما، وخص الشخص فى اليوم متر وتسعة أعشار متر وهو أكبر مما كان يعمل فى اليوم قبل ذلك بسبب أن الأعمال مشت/على قانون منتظم، مع أن الأنفار الذين خصصوا على البلاد كانوا أقل من المخصص عليها فى السابق بنحو عشرة آلاف نفس، وبلغ ما عمل فى السنة نصف ما قرر عمله فيها مع كثرة ما قرر بخلاف ما كان يعمل قبل، فإنه كان لا يتجاوز خمسى ما كان يقرر عمله فى السنة وكان المؤمل زيادة انتظام العمل فى المستقبل.
ومما أوجب تخفيف العمل لائحة العونة التى ندب لها جملة من أعيان البلاد والحكام، وهى المتبعة إلى الآن، من مقتضاها جعل العونة على كل من له قدرة على العمل مع الترخيص فى التخلص منها بدفع البدل، فتخلص من العمل ثمانية وخمسون ألف نفس، وتحصل منها فى السنة نحو ستة وثلاثين ألف جنيه وكان كل سنة يزيد.
وتحسنت حالة الرى وكل ما يتحصل يصرف فى أعمال لازمة، وكان تطهير رياح البحيرة سابقا يستعمل فيه نحو عشرين ألف نفس تجمع من سائر مديريات الوجه البحرى لقلة أنفار مديرية البحيرة، ومع ما فى ذلك من الظلم والإجحاف كان لا يتحصل منه إلا على ثمانمائة ألف متر مكعب من الماء فى اليوم والليلة، وكان المتحصل من وابورات العطف مثل ذلك بمصاريف باهظة والمتحصل من الجهتين كان غير كاف لزرع نصف ما يلزم زرعه