للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بهذه المديرية الواسعة مع أن المنصرف على ذلك سنويا نحو اثنين وعشرين ألف جنيه، فلما رأينا ما عليه زراعة المديرية من الانحطاط والتأخر قدمنا لمجلس النظار مشروعا عن تركب وابورات بفم الخطاطبة وتحسين وابورات المحمودية لتخليص المديرية من هذا الضرر، وأنه وجد لهذا المشروع من يجريه وهو (المسيو داستون) المهندس وشركاؤه، فبعد المذاكرة صار قبول هذا المشروع فصار التعاقد مع المهندس المذكور وشركائه على تجديد وابورات على فم ترعة الخطاطبة يتحصل منها يوميا مليون ونصف مليون متر مكعب من الماء، وأن يزاد على وابورات العطف ما يلزم زيادته وما يلزم استعداده من القديم ليتحصل على إيراد مليون ونصف آخر، وعملت الشروط اللازمة ومن ضمنها إتمام العمل فى سنة واحدة، وأن لا يزيد المنصرف فى السنة عن أربعة وعشرين ألفا وسبعمائة وسبعة وثمانين جنيها، وقدر فى العطف ثمن المليون أربعة وعشرون جنيها، وفى ترعة الخطاطبة خمسة وعشرون ونصفا. فقامت تلك الشركة بذلك وبطلت السخرة وقل الاحتياج إلى التطهير، وكانت الحكومة سابقا تكلف أرطة عسكرية بإحضار الدبش اللازم للمحافظة على جسور النيل، فرأى ديوان الأشغال كثرة ما يصرف على ذلك فأبطل تلك الطريق وجعل توريد الدبش الكافى فى عهدة جماعة بشروط عقدها معهم، وعمل للتسليم والتسلم استمارة وعين لهذه المصلحة مأمورين من المهندسين فسارت سيرا حسنا، وبلغ مقدار ما أحضر إلى الجهات فى سنة ٨٠، مليونا وأربعمائة قنطار، بمبلغ ثلثمائة وخمسة عشر ألف قرش، باعتبار ثمن القنطار تسعة أنصاف فضة، مع أن الذى استخرجته الأرطة وغيرها فى سنة ٧٩، كان مائة واثنين وخمسين ألفا وأربعمائة قنطار بمبلغ ثلثمائة وأربعة وخمسين ألفا وثمانمائة وخمسة عشر قرشا، فانظر إلى الوفر البين مع التسهيل على الناس فضلا عن الحصول على دبش عظيم جيد.

وهكذا كانت جميع الأعمال قائمة على قدم السداد، وكانت هيئة النظارة سائرة فى الطريق الجادة ناشرة ألوية العدل والتسوية بين القوىّ والضعيف، والرفيع والوضيع فاستوجب ذلك إثارة الحقد فى صدور أرباب الأعراض، فتقولوا على هذه الهيئة وطعنوا فيها، واختلط كثير منهم بضباط العسكرية فأوغروا صدورهم وألقوا فى آذانهم أنهم