وبين الإنجليز مناوشات انتهت بانهزام عرابى وقومه، وسار الإنجليز إلى القاهرة وأسلم العرابى نفسه وقبض على من كان معه ومن اتهم بالتشيع له وسجن الجميع فى أضيق السجون.
وبعد أن حضر الخديوى الأفخم إلى القاهرة، وهدأت الأمور عينت لجنة للتحقيق وأخرى للحكم على كل بقدر جنايته، وتم الأمر بعقوبة البعض والعفو عن البعض، وتبرئة البعض ولله عاقبة الأمور.
وأثر انهزام العرابيين تشكلت نظارة تحت رياسة المرحوم شريف باشا فى سنة ١٨٨٣ ميلادية فكنت من أعضائها على ديوان الأشغال العمومية، فوجهت النظر نحو إتمام ما تقرر فى المدة السابقة. وفى هذا العام، أعنى سنة ١٨٨٣ ميلادية، نلت من لدن الحضرة الفخيمة الخديوية التوفيقية رتبة (روملى بيكلر بيك)، وفيها أيضا كانت وابورات الخطاطبة غير كافية لاحتياجات أراضى المديرية، فحصل تنقيح الشروط التى كانت قد عملت مع (مسيو داستون) على تجديد وابورات بفم ترعة الخطاطبة ولزيادة مقدار الماء إلى نحو خمسة ملايين متر مكعب بعد أن كان الوارد ثلاثة ملايين، واتخذ الديوان طريق المقاولة فى المبانى على الأطلاق، ورتب لمراقبة ذلك من يلزم من المهندسين لئلا تخرج الأعمال عما فى التعهدات، وجعل لذلك استمارة يجرى العمل عليها، ثم أخذ فى نقل جسور الترع الأصلية كى لا تنهال الأتربة فيها وليتمكن من تكرار العمل.
ولكثرة العمل صار تقسيمه على سنين وجعل بعضه يعمل بالمقاولات على وجه التجربة والبعض يعمل بأنفار العونة، ثم وجهت الهمة/نحو مرمة عمارات جميع المديريات وتجديد ما هو لازم، ورتبت كراكات المحمودية لاستدامة قطاعها وصار مد الترعة الإبراهيمية لسقى زرع مديرية بنى سويف، وترتيب كراكات الإبراهيمية، وبنيت الورشة لترميم الآلات وتجديد ما يلزم ورتب لها ما يلزم من الأدوات والصناع، وصرف على تطهيرها فى هذه السنة، نحو سبعة وعشرين آلف جنيه، وبلغ إيرادها فى أشد التحاريق نحوا من أربعة ملايين متر مكعب من الماء، ومثل ذلك صار فى ترعة الإسماعيلية وصرف