كل مديرية بالكبر أو الصغر، وتدرجت الأعمال على السنين فعملت اسبتاليتا المنصورة والغربية فى تلك السنة، وكذا الذبح كان فى الفضاء وجاريا على غير قانون، ومنافع الحكومة منه قليلة، فبنى مذبح المنصورة والغربية، وجعلت تلك المبانى أنموذجا لما يبنى فى سائر المديريات، وبنيت جملة شون للمصلح وقرقولات للعساكر وغير ذلك مما لا يسع المقام شرحه.
ولنذكر هنا بعض ملخص التقرير الذى عمل إذ ذاك بديوان الأشغال، وقدم لمجلس النظار بخصوص الرىّ واستيفاء أعمال سقى الزراعة الصيفية فى زمن التحاريق وإزالة صعوبة أعمال التطهير عن كاهل الأهالى، واتساع نطاق الزراعة والمحصولات، فمن أهم ذلك إتمام ما يلزم لعملية ترعتى الرمادى والإبراهيمية وترعة أخرى مهمة فى الأقاليم القبلية لإزالة غوائل الشراقى الذى بتوقع حصوله فى بعض السنين فإن ما يصرف فى أعمال تلك الترع أو فى ترتيب وابورات لتكميل رى الحيضان المرتفعة، ولو كان كثيرا فى نفسه لكنه قليل جدا فى جنب ما تخسره الأهالى والحكومة/عند حصول الشراقى. فقد كانت خسارة الحكومة وحدها سنة ١٨٧٧ ميلادية عندما كان النيل أقل من ١٧ ذراعا وهبط بسرعة، أكثر من مليون جنيه، ولا بد أن الأهالى كانوا بمثل ذلك أو أكثر فضلا عما قاسوه من الضنك والموت. وكثيرا ما يكون النيل أقل من اللازم فتتكرر الخسائر، فمن الضرورى تدارك ذلك بإجراء تلك الأعمال للأمن على الأموال والأنفس.
ومن ذلك بناء القناطر اللازمة فى جسور الحيضان لتقل كمية الرديف السنوى وتقل أنفار العونة.
وفى الوجه البحرى بدلا عن المعالجة فى القناطر الخيرية وكثرة الصرف عليها مع طول المدة، بترتيب وابورات على شاطئ النيل كافية لسقى المزروعات. وقد صار البحث عما يلزم لكل مديرية من الوجه البحرى، فتبين أنه يكفى جميعها فى اليوم والليلة خمسة وعشرون مليون متر مكعب من الماء بما فى ذلك من مليون ونصف لمديرية الجيزة، وباعتبار أن الفدان يلزم له عشرون مترا مكعبا كل يوم، وأن إيراد النيل فى أشد