للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للجزيرة على أعلى صخرة رأى جميع الجزيرة وما فيها من المبانى الباقية، ويرى على يمينه معبدا منعزلا عن المبانى، وفى مقابلته مسلات قائمة وطريق مزينة بأعمدة كثيرة شاهقة قائمة أمام معبد أكبر من الأول، ويكون فى مواجهة أكبر عمارات الجزيرة، وحول ذلك أخصاص لا يزيد ارتفاع الواحد منها عن قامة الإنسان، وهى مساكن البربر الذين عقبوا سكانها الأول، وجميع تلك العمارات من الحجر الصلد فى غاية الإحكام والهندسة، من مداميك ضخمة كباقى العمارات المصرية ومن سافر ناظرا إلى العمارات الجنوبية رأى سلسلة من الأعمدة بعضها قائم وبعضها ملقى على الأرض، وفى أمامها مسلتان صغيرتان إحداهما قائمة والأخرى ملقاة، وعلى أحادهما أسماء كثير من السياحين والأحبار الذين وردوا هذه البقعة، وفيها أسماء ملوك البطالسة وكثير من الرومانيين وغيرهم.

وعدد الأعمدة محاذاة الرصيف اثنان وثلاثون من الجهة البحرية إلى المعبد، وفى الطريق قطع كثيرة من الحجارة والأعمدة وفى مقابلة هذا الصف صف آخر، والاثنان يحدّان الطريق الموصلة إلى باب المعبد الشاهق، وبجانبه برجان عظيمان على عادة الأبواب المصرية، وعرضهما فى الجهة العليا أقل منه فى السفلى وهما مرتفعان عن الباب، ولم يعثر على مثل ذلك إلا فى عمارات المصريين، ولعلهما فى الأصل للمدافعة، وبداخلهما سلم موصل إلى السطح يدل على أنهما كانا محل رصد يرصد منه القسيسون النجوم، وهذا ليس بعيد فى بلد جميع أسرار ديانته أمور فلكية، وعرض الباب ٣٩ مترا وارتفاعه ثمانة عشر مترا وهو أكبر عمارات هذه الجزيرة، وإن كان فى غيرها ما هو أكبر منه، وعلى جدران الباب نقوش ورسوم وأمامه مسلات وصور سباع ملقاة على الأرض قطعا قطعا، وبعضها مدفون فى الأرض.

وفوق الحيطان أسماء بعض عساكر الرومانيين وأسماء بعض من سكن هذا المحل من النصارى، ثم إن تاريخ وقعة دخول الفرنساوية أرض/مصر مكتوب هناك وبجواره أيضا بيان العرض والطول الذى عينه الفرنساوية لهذه الجزيرة حين دخولهم إياها بعد طردهم المماليك. وهناك بيان أسماء كثير من ضباطهم وعساكرهم.