وفى ولاية الوليد بن رفاعة الفهمى على مصر نقلت قيس إلى مصر فى سنة تسع ومائة، ولم يكن بها أحد منهم قبل ذلك إلا ما كان من فهم وعدوان، فوفد ابن الحبحاب على هشام بن عبد الملك فسأله أن ينقل إلى مصر منهم أبياتا فأذن له فى لحاق ثلاثة آلاف منهم، وتحويل ديوانهم إلى مصر على أن لا ينزلهم بالفسطاط، فعرض لهم ابن الحبحاب وقدم بهم فأنزلهم الحوف الشرقى وفرقهم فيه، ويقال إن عبيد الله بن الحبحاب لما ولاه هشام بن عبد الملك مصر قال: ما أرى لقيس فيها خطا إلا لناس من جديلة وهم فهم وعدوان، فكتب إلى هشام أن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه قد شرف هذا الحى من قيس ونعشهم ورفع من ذكرهم، وأنى قدمت مصر ولم أر لهم خطا إلا أبياتا من فهم وفيها كورة ليس فيها أحد، وليس يضر بأهلها نزولهم معهم، ولا يكسر ذلك خراجا، وهى بلبيس، فإن رأى أمير المؤمنين أن ينزلها هذا الحىّ من قيس فليفعل، فكتب إليه هشام أنت وذاك، فبعث إلى البادية فقدم عليه مائة أهل بيت من بنى نضر، ومائة أهل بيت من بنى سليم فأنزلهم بلبيس وأمرهم بالزرع، ونظر إلى الصدقة من العشور فصرفها إليهم فاشتروا إبلا فكانوا يحملون الطعام إلى القلزم، وكان الرجل يصيب فى الشهر العشرة دنانير وأكثر، ثم أمرهم بشراء الخيول فجعل الرجل يشترى المهر فلا يمكث إلا شهرا حتى يركب، وليس عليهم مؤنة فى علف إبلهم ولا خيلهم لجودة مرعاهم، فلما بلغ ذلك عامة قومهم تحملوا إليهم فوصل إليهم خمسمائة أهل بيت من البادية، فكانوا عل مثل ذلك، فأقاموا سنة فأتاهم نحو من خمسمائة من أهل بيت فصار ببلبيس ألف وخمسمائة أهل بيت من قيس، حتى إذا كان زمن مروان بن محمد، وولى الحوثرة بن سهيل الباهلى مصر، مالت إليه قيس، فمات مروان وبها ثلاثة آلاف أهل بيت، ثم توالدوا وقدم عليهم من البادية من قدم.
وفى سنة ثمان وسبعين ومائة، كشف اسحق بن سليمان بن على بن عبد الله بن عباس أمير مصر أمر الخراج، وزاد على المزارعين زيادة أجحفت بهم فخرج عليه أهل.
الحوف وعسكروا، فبعث إليهم الجيوش وحاربهم، فقتل من الجيش جماعة، فكتب إلى أمير المؤمنين هرون الرشيد يخبره بذلك، فعقد لهرثمة بن أعين فى جيش عظيم. وبعث به