للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعمارهم فضلا عن أموالهم. ولما صدرت الأوامر السنية بجمع البندق ونزعه من أيدى الأهالى سدا لأبواب الفتن، خصص على تلك البلدة من البندق بعدد ما بسورها من المزاغل، فشق ذلك عليهم حتى اشتروا جملة بنادق فوق ما عندهم وفوا بها ما طلب منهم.

وفيها عدة من أضرحة الصالحين، مثل السماطين وهم جماعة فى ساحة منخفضة فى غربيها يعتقدهم أهل البلد اعتقادا زائدا، وكانو يعملون لهم ليلة كل سنة يجتمع فيها كثير من أرباب الأشائر ومشايخ الطرق والخيالة، وقد تركت الآن. وفى وسطها فضاء متسع نحو خمسة أفدنة فيه آثار تدل على أنه كان به البلد القديمة. من ذلك أنه بالحفر فيه ظهرت آبار كثيرة متقاربة ذات أبنية متينة وماء كثير عذب، وظهرت أيضا أبنية من الطوب الكبير المضروب ما بين لبن ومحرق، وأوانى فخار كثيرة متقنة الصنعة على هيئة الأوانى الصينى. وينتصب فيه السوق كل يوم اثنين ويصلى فيه العيدان، وفيه للخطبة منبر من اللبن ملتصق بظهر ضريح الشيخ المجذوب. وعدة أهلها أكثر من أربعة آلاف نفس وأكثرهم مسلمون، وللأقباط كنيسة فى جهتها الشرقية أحدثت أوائل حكم الخديوى إسماعيل من طرف ذى ثروة من أهاليها يسمى منهرى شنودة. وفيها معمل دجاج عماله من قرية أدفا الواقعة غربى سوهاج إلى الشمال. وفيها جزارون بكثرة ونجارون وأنوال كثيرة لنسج ثياب الصوف. وبها كثير من خلايا النحل-وهذه الحرف الثلاثة خاصة بالنصارى-وفيها أيضا فيخورة صنّاعها من أهل طهطا، وفيها عدة مدافن لأموات المسلمين متفرقة فى نواحيها وفى خلالها.

ولأولاد الشيمى فى شمالها الشرقى جنينة فيها قليل من الفواكه. وزمامها نحو ثلاثة آلاف فدان غير الأباعد، وتكسب أهلها من الزرع المعتاد سيما الذرة الصيفى فلهم فيها اجتهاد زائد بحيث لا يساويهم فى إجادة زرعها إلا القليل ويزرع الستة أشخاص- ويسمون بالشدة-خمسة أفدنة يسقونها بالشادوف على عين غير مبنية بل مطوية بلبشة من الجريد، فإن سلم الزرع من الآفة ومنعت الموانع الموجبة لعطشها جاء محصول الخمسة أفدنة نحو تسعين معشرة، يأخذ صاحب الأرض إردبا أو أكثر فى كراء العين،