ويخرج منها أجرة الحرث والتسبيخ، ثم يأخذ ربع الباقى فى حصة أرضه، ثم يقسم الباقى على الشدة، فينوب الواحد منهم نحو عشر معشرات-والمعشرة أردب إلا سدسا-ولهم معرفة تامة بالفلاحة، بفتح الفاء، كما فى القاموس، وهى حرث الأرض.
والعادة عند أكثر فلاحى مصر أو جميعهم، أن يجعل الغيط عند الحرث مراجع، ويسمونها مراجع البقر-واحدها مرجع-وهو مساحة مقدرة طولا فقط، ويختلف عرضه بسبب سعة الغيط، فيجعلون طول المرجع عشر قصبات ثم يقطعونه دهايب يخط بالمحراث معتدلا، وعرض الدهيبة قصبتان فى طول المرجع، وإنما أضيف المرجع للبقر لأن حكمته الرفق ببهيمة الحرث، والبقر هو الغالب فى إثارة الأرض، لأن طول الخط يورثها الضعف والهزال. فجعلوا لها ذلك لتستريح عقب كل خط، لأن الحراث ينزع المحراث فى رأس المرجع ويدير البقر ثم يغرزه فى الأرض ويسوق البقر إلى الرأس الآخر وهكذا فيحصل لها بذلك نشاط، كما يفعل مثل ذلك كل ذى عمل، حتى المسافر يجعل سيره محطات وفراسخ، والمؤلف يجعل كتابه أبوابا وفصولا.
ونقل (كترمير) عن كتاب السلوك للمقربزى، أن المرجع قياس من الأقيسة، استعمل فى البلاد الغربية من بلاد الإسلام، وكان طوله خمس خطوات وخمس أثمان خطوة وذلك عبارة عن ثمانية أذرع وثلث، اهـ.
وهذا ليس هو مرجع الفلاحة المصرية. وقال أيضا: والمرجع يذكر كثيرا فى كتاب الزراعة لابن العوام وفيه، أن الأرض السهلة يحفر المرجع منها ثلاثة رجال فى يوم واحد اهـ.
قلت: مراد بالحفر قلب الأرض لتنقية الزرع من الحشائش، ويكون ذلك بالفأس المسماة بالطورية، ويسمى ذلك الحفر عزقا، بالعين المهملة والزاى والقاف.
وفى موضع آخر من كتاب الزراعة: المرجع الذى هو ثلاثون باعا، وفى موضع يبذر فى أرض اشبيليا فى المرجع من الأرض من ثلث قدح إلى ثلثين.