للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد أخذنى منكم العجب العجاب إذ أننى أراكم تغتمون وتحزنون من انتصارى، وحتى الآن ما عرفتم مقدارى مع أنكم شاهدتم بأعينكم وسمعتم بآذانكم قوة بطشى، وحققتم فتوحاتى فقولى لكم: أنى أحب النبى محمدا فامتثلوا لأمر الله المتعال، وكونوا فرحين مطمئنين ليحصل لكم النجاح والصلاح، وقد نبهتكم مرارا عديدة ونصحتكم نصائح مفيدة، فإن كنتم تعرفونها وتذكرونها تربحوا، وإن كنتم رفضتموها تخسروا وتندموا، ثم انصرف العلماء وهم متوهلون متعجبون، ولم يقدر أحد منهم أن يرد له جوابا.

وفيه أيضا فى موضع آخر أنه لما وصل خبر هذه الحادثة عدى بونابرت بعسكره إلى الجيزة وسار حتى وصل إلى الرحمانية ومن هناك كتب خطابا إلى الديوان وصورته لا إله إلا الله محمد رسول الله نخبركم محفل الديوان بمصر المنتخب من أحسن الناس وأكملهم بالعقل والتدبير عليكم سلام الله تعالى ورحمته وبركاته بعد مزيد السلام عليكم وكثرة الأشواق إليكم، نخبركم يا أهل الديوان المكرمين العظام بهذا المكتوب إننا وضعنا جماعات من عسكرنا بجبل الطرانة وبعد ذلك سرنا إلى إقليم البحيرة لأجل أن نرد راحة الرعايا المساكين ونقاصص أعداءنا المحاربين، وقد وصلنا بالسلامة إلى الرحمانية وعفونا عفوا عموميا عن كامل أهل البحيرة حتى صار أهل الإقليم فى راحة تامة ونعمة عامة، وفى هذا التاريخ نخبركم أنه وصل ثمانون مركبا صغارا وكبارا حتى ظهروا بثغر الإسكندرية وقصدوا أن يدخلوها فلم يمكنهم الدخول من كثرة البنب وجلل المدافع النازلة عليهم، فرحلوا عنها وتوجهوا إلى ناحية بوقير وشرعوا ينزلون فى البر وأنا الآن تاركهم وقصدى أن يتكاملوا جميعا فى البر، ثم أنزل عليهم أقتل منهم من لا يطيع وأبقى الطائعين وآتيكم بهم/محبوسين مأسورين تحت السيف لأجل أن يكون فى ذلك شأن عظيم فى مدينة مصر.

والسبب فى مجئ هذه العمارة العشم بالاجتماع على المماليك والعرب لأجل نهب البلاد وخراب الأقليم المصرى، وفى هذه العمارة خلق كثير من الموسكو الإفرنج الذين كراهتهم ظاهرة لكل من كان يوحد الله وعداوتهم واضحة لمن كان يؤمن بالله ورسوله، يكرهون الإسلام ولا يحترمون القرآن، وهم نظرا لكفرهم فى معتقدهم يجعلون الآلهة ثلاثة وأن الله ثالث الثلاثة تعالى الله عن الشركاء، ولكن عن قريب يظهر أن الثلاثة لا تعطى القوّة وأن كثرة الآلهة لا تنفع لأنه باطل، بل أن الله الواحد هو