للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذى يعطى النصرة لمن يوحده هو، الرحمن الرحيم المساعد المعين، المقوى للعادلين الموحدين الماحق رأى المفسدين المشركين.

وقد سبق فى علمه القديم وقضائه العظيم أنه أعطانى هذا الإقليم وقدر وحكم بحضورى إلى مصر لأجل تغييرى الأمور الفاسدة وأنواع الظلم وتبديل ذلك بالعدل مع صلاح الحكم، وبرهان قدرته العظيمة ووحدانيته المستقيمة أنه لم يقدر للذين يعتقدون أن الآلهة ثلاثة قوّة مثل قوّتنا، لأنهم ما قدروا أن يعملوا الذى عملناه ونحن المعتقدون وحدانية المدبر للكائنات والمحيط علمه بالأرضين والسموات القائم يأمر المخلوقات هذا ما فى الآيات والكتب المنزلات، ونخبركم بالمسلمين إن كانوا بصحبتهم ويكونون من المغضوب عليهم لمخالفتهم وصية النبى ، لأن أعداء الإسلام لا ينصرون الإسلام، وياويل من كانت نصرته لأعداء الله، وحاشى الله أن يكون المستنصر بالكفار مؤيدا أو يكون مسلما ساقهم التقدير للهلاك والتدبير مع السفالة والرذالة، وكيف لمسلم أن ينزل فى مركب تحت بيرق الصليب، ولا شك أن هذا المسلم فى هذا الحال أقبح من الكافر فى الضلال، ونريد منكم يا أهل الديوان أن تخبروا بهذا الخبر جميع الدواوين والأمصار، لأجل أن يمتنع أهل الفساد من الفتنة بين الرعية فى سائر الأقاليم والبلاد، لأن البلد التى يحصل فيها الشر يحصل لهم مزيد-الضرر والقصاص، فانصحوهم ليحفظوا أنفسهم من الهلاك خوفا عليهم أن نفعل بهم مثل ما فعلنا فى أهل دمنهور وغيرها من بلاد الشرور، بسبب سلوكهم المسالك القبيحة قاصصناهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحريرا فى الرحمانية يوم الأحد خامس عشر صفر سنة أربع عشرة ومائتين وألف، وطبعوا من ذلك نسخا ولصقوها بالأسواق وفرقوا منها على الأعيان، وفى الرابع والعشرين من الشهر حصلت الواقعة فكان ما تقدم ذكره وعملوا لذلك شنكا، وفى ليلة الأحد تاسع شهر ربيع الأول حضر سر عسكر بونابرت إلى مصر.

ومن الحوادث الفظيعة فى بوقير أيضا كسر سدّها فى سنة ألف ومائتين وثمانى عشرة قال الجبرتى: وردت الأخبار فى يوم الجمعة ثانى جمادى الأولى من تلك السنة بأن على باشا الطرابلسى كسر السد الذى بناحية بوقير الحاجز على المالح وهو سد قديم من السدود العظام المتينة السلطانية وتقصده الدول على ممر الأيام بالمرمة إذا حصل