فصدر أمره العالى إلى ديوان الأوقاف بإنشائه وإنشاء مدرسة بجانبه لتربية الأطفال بثغر بورت سعيد، فقام بهذا الأمر ناظر ديوان الأوقاف، وعملت الرسوم اللازمة لذلك وأحضرت المهمات.
وفى شهر المحرم افتتاح سنة ثلثمائة وألف رمى الأساس بحضور جمهور من العظماء والعلماء، وقرءوا يومئذ متن صحيح البخارى وختموا قراءتهم بالدعاء للحضرة الفخيمة الخديوية التوفيقية لأنجالها الكرام، ثم جرى العمل بعد ذلك بغاية الجهد، وفى شعبان سنة ثلاث وثلثمائة وألف تمت هذه العمارة الجليلة وحضر ناظر عموم الأوقاف سابقا محمد زكى باشا يومئذ، واجتمع بالجامع عالم عظيم، وأقيمت به الصلاة، وكان ذلك يوم الجمعة رابع عشر شعبان من السنة المذكورة وبعد الخطبة والصلاة هلّلوا بالدعاء لمولانا السلطان الغازى عبد الحميد وللخديوى المعظم وأنجاله الكرام، ثم تليت عدة مقالات وقصائد فى مدح الحضرة الخديوية وتأييد ملكها ومطلع إحدى القصائد المذكورة هو:
زمان الهنا أبدى جزيل المنافع … وغنى بإقبال المنى كل ساجع
وأذن بالبشرى بلال سعودنا … ففزنا بعصر للمسرات جامع
إلى أن قال مؤرخا:
وأمسى بتوفيق العزيز مشيدا … بنور قبول بالسعادة ساطع
/لذا السعد بالإقبال قال مؤرخا … لقد صار بالتوفيق أسعد جامع
ثم فى عصر ذلك اليوم انعقدت بالمحافظة جمعية، حضرها ناظر الأوقاف، ووكيل المحافظة، وشيخ علماء ذلك الثغر، والقاضى وعينوا خدمة الجامع المذكور وسمى بالجامع التوفيقى، وأرسل من ديوان الأوقاف تاريخ الإنشاء منقوشا على قطعة رخام وضعت بأعلى باب الجامع وهو هذا:
خديو مصر أبو العباس ساكنها … تدوم دولته بالعز والجاه
بنى ببور سعيد ما يؤرخه … قد أنشأ الجامع التوفيقى لله