وهذا الجامع محاط بأربعة شوارع محدود بحدود أربع، الحد القبلى ينتهى إلى شارع نافذ عمومى عرضه ثلاثون مترا شهير بالشارع الثلاثينى، والحد البحرى ينتهى إلى شارع مثله شهير بشارع البحر الأعظم، والشرقى إلى شارع نافذ عرضه عشرة أمتار، والغربى إلى شارع عرضه خمسة وعشرون مترا وفيه باب الجامع يصعد إليه بخمس درجات من الرخام.
وأما طول الجامع المذكور فثلاثون مترا وعرضه عشرون وطول جزئه الموجود به المنافع عشرون مترا فى مثلها عرضا وبه منبر وفيه خلوة عن يمين المصلى وله حنفيات للوضوء ومغطس للاغتسال، وسقفه قائم على ثمانية أعمدة من الحجر النحيت، وارتفاعه اثنا عشر مترا، ومنارته بدور واحد ومائة وأربع عشرة درجة، وارتفاعها من سطح الأرض خمسة وعشرون مترا، وله ستة عشر حانوتا: خمسة بالجهة الشرقية وستة بالجهة القبلية، وخمسة بالجهة الغربية وارتفاع المدرسة ستة أمتار وهى فوق الحوانيت التى يبلغ ارتفاعها عن الأرض سبعة أمتار.
ولما كانت الجبال التى تستخرج منها الصخور اللازمة للعمل بعيدة عن بورت سعيد بعدا بينا يلزم للنقل منها إليه صرف أموال جسيمة جدا مع المشاق الزائدة اخترع لذلك عمل صخور صناعية من رمال البحر الهائلة وغيرها بها أمكن القيام بتلك الأعمال المتينة فتعهدت كومبانية شركة دسو بيك بعمل تلك الصخور فجعلت أجزاؤها التى تتركب منها هى الجير المائى المعروف بجيرتوى والرمل وماء البحر وأجروا فيها الأعمال الآتى ذكرها فصارت حجارة تقرب من الصوان فى المتانة والصلابة، وكانت المونة التى يركبونها منها خمسة وأربعين فى المائة من الجير المائى المذكور، وخمسة وخمسين فى المائة من الرمل وماء البحر.
وهذا الجير يجلب من بلاد فرنسا فى أكياس ويخزن فى مخازنهم إلى وقت الحاجة إليه، وقد دبروا ورشة العمل بالحذق التام بحيث أن جميع ما يلزم للعمل يكون قريب التناول سهل المأخذ، فكانت الكراكات تأخذ الرمل من قاع البحر فتصبه من مجاريها فى صناديق من خشب تحملها مواعين- (قوارب) -عائمة بقربها فإذا تم شحن الماعون ذهبوا به إلى البر، وهناك عيار بخارى يتناول الصناديق من جوف الماعون بخطاف من حديد فى طرف سلسلة الحديد فيرفعها ويدور بالآلة البخارية إلى محاذاة