للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المكان الذى يراد وضع الرمل فيه، فحينئذ تشد سلسلة صغيرة من الحديد فينفتح قعر الصندوق فيسقط منه الرمل فى المحل المقصود، ثم تعكس الحركة فيعود الصندوق إلى الماعون ثم يتناول بالخطاف صندوقا آخر ويفعل به كالذى قبله، وهكذا حتى تفرغ جميع الصناديق التى فى الماعون فيذهبون بها إلى الكراكة فيخرج منها الصناديق الفارغة وتشحن بصناديق مملوءة رملا بالطريقة المارة وتخرج إلى البر، وهكذا فى كل ماعون وجعلوا محل تفريغ الرمل قريبا من مخازن الجير ورتبت سكك حديد إلى محل الرمل وإلى محل الجير، وتجتمع على شريط من السكة بقرب سطح من الخشب المتين مائل بقدر مخصوص وفى أعلاه طواحين المونة، وهى عشر طواحين يديرها وابور بخارى وعلى ذلك السطح جنزير ببكرات تدور بآلة بخارية، ففى عمل المونة تشحن عربات من الجير وأخرى من الرمل وتسحب بالوابور إلى محل التلاقى حتى تكون على خط واحد فحينئذ يأخذها الجنزير فيصعدها على السطح المائل حتى تصل إلى مستوى الطواحين، فتقدم عربات الرمل فتفرغ فى مستدير الطاحون ويفرغ فوقها من عربات الجير بقدر مخصوص، ثم يصب على ذلك ماء بقدر اللازم لمزجه من حنفية فى الطاحون معدة لذلك ثم تدور حجارة الطاحون، وهى ثلاث عجلات فى كل طاحون متخذة من الزهر عريضة مستديرة ذات أضراس، ففى مقدار عشر دقائق من دورانها تمتزج تلك المواد امتزاجا قويا وتكون مائعا كالشئ الواحد بحيث لا يمكن فصل بعض الأجزاء من بعض، ثم يفتح طابق فى أسفل الطاحون فينصب ذلك المائع فى قارب يكون تحت الطابق داخل فى تخشيبة الطاحون مراكب على شريط من حديد فإذا امتلأ القارب سحبته الرجال إلى خارج التخشيبة حتى يلتقى مع قالب/مركب على شريط من السكة منخفض عن الشريط الذى فى التخشيبة بحيث يكون أعلى القارب مساويا لشريط التخشيبة فيركب القارب على القالب، ويسحب الجميع على الشريط إلى جهة ساحل البحر حتى يكون بإزاء صناديق من خشب فارغة مصطفة صفوفا متعددة بجوار أشرطة السكة وارتفاع الصندوق بقدر ارتفاع القالب الذى عليه القارب، وليس للصناديق أغطية وعليها أشرطة من الحديد فيدفع القارب فيركب على أشرطة الصندوق، فإذا استوى عليه أفرغ منه فيه حتى يمتلئ، والرجال يد كون المصبوب فى الصندوق ليرسخ وهكذا حتى تمتلئ الصناديق وتمكث هذه المونة فى الصناديق خمسة عشر يوما فيجمد المائع ويصير صخورا قدر الصخرة عشرة أمتار مكعبة ووزنها