للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وزار الشاطبى، وفى عودته أقام بتروجة أياما وبها جعل الأمير سيف الدين عطاء الله ابن عزاز أميرا على عرب برقة وجعل إليه جبى زكاة الأنعام والحرث وكساه حلة وأعطاه بيرقا وطبلا ثم عاد إلى مصر.

وفى سنة ثمان وستين وستمائة سافر الملك الظاهر بيبرس أيضا من مصر إلى الإسكندرية ونزل بتروجة ثم قام ومضى من طريق الصحراء فنزل هناك وأمر بالحلقة للصيد فعملت، فاجتمع من ذلك ثلاثمائة ظبية وخمس عشرة نعامة، وكان محبا للصيد فسر لذلك وخلع على جنده عن كل ظبية بغلطاقا وعن كل نعامة حصانا مسرجا ملجما نقله كترمير عن كتاب السلوك.

قال والبغلطاق بالباء الموحدة والغين المعجمة وطاء مهملة بعد اللام وفى آخره قاف ويقال بغلوطاق بواو بين اللام والطاء هو القباء الصغير ويقال فى جمعه بغالطيق.

وفى خطط المقريزى عند الكلام على الأسواق استجد الأمير سلار فى أيام الملك الناصر محمد القباء (الثوب المفرّج) الذى يعرف بالسلارى وكان قبل ذلك يعرف ببغلوطاق انتهى.

وفى مسالك الأبصار يقال لبسوا البغالطيق تحت فراريجهم، وفى تاريخ أبى المحاسن أودعت عند يهودى بغلطاقا كله جوهر، وفى موضع آخر منه كان فى الغلطاق بضع عشرة درة انتهى.

قال وفى سنة ثلاث وتسعين وستمائة قتل بتروجة السلطان الأشرف خليل، وذلك أنه خرج من مصر فى ثالث المحرم من هذه السنة إلى بلاد البحيرة بقصد الصيد وكان معه الأمير بيدرا نائب السلطنة بمصر والوزير شمس الدين محمد بن السالوس وجماعة من الأمراء، وترك بمصر الأمير علم الدين سنجر السجاعى فلما وصل إلى تروجة نزل بها ووجه الوزير إلى الإسكندرية لإحضار ما لا بد منه من الثياب والأقمشة وبدخوله الإسكندرية وجد نواب الأمير بيدرا قد استولوا على الأقمشة التى بها ولم يجد ما يكفى للتفرقة فكتب للسلطان بذلك، وتكلم فى بيدرا بما لا خير فيه فحنق السلطان من بيدرا وقامت نفسه عليه فأحضره ووبخه بحضرة الأمراء وهدده بالضرب بأن يأمر ابن السالوس أن يضربه، فكبر ذلك على بيدرا ولكنه كظم غيظه ولاطف الملك بالكلام، وبعد أن عاد إلى خيمته جمع الأمراء من حزبه وتعاهد معهم على قتل