للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

السلطان وكان أكثر الأمراء قد توجهوا إلى إقطاعاتهم ولم يبق مع السلطان إلا أخصاؤه.

وفى اليوم التاسع من الشهر أمر السلطان بالعود إلى مصر فاشتغل الجند بتحميل الزرد خاناه (السلاح) والدهاليز (الخيام) ونحو ذلك.

وفى اليوم العاشر بلغ السلطان وجود صيد كثير فى ضواحى تروجة فأمر بعمل الحلقة ورجع إلى مخيمه فى أول النهار.

وفى صباح اليوم الحادى عشر أخذ القوم فى طريق مصر وتوجه بيدرا بحزبه نحو الدهليز السلطانى، فوجد السلطان بالدهاليز ومعه بعض أخصائه فرجع على عقبه ثم ركب السلطان ولم يكن معه إلا الأمير شهاب الدين أحمد بن الأشعل أمير شكار- (خادم الصيد) -وأراد أن يسبق الخاصكية فرأى جملة من الطيور، فاشتغل بصيدها واصطاد منها، وفى أثناء ذلك طلب من الأمير شكار شيئا يأكله فقال ما معى فى صولقى إلا رغيف وفرخة كنت أعددتهما لنفسى فتناول ذلك منه السلطان وجعل يأكل وهو على فرسه، وبعد أن فرغ من الأكل طلب من الأمير شكار أن يملك الحصان لينزل لقضاء الحاجة، فقال له الأمير شكار وكان بينهما ألفة وله عليه دعابة ليس ذلك فى الإمكان؛ لأن الملك راكب ذكرا وابن الأشعل راكب أنثى، ثم نزل وركب خلف السلطان وناول السلطان سرج فرسه ونزل السلطان فقضى حاجته.

ثم فى وقت العصر من اليوم الثانى عشر أرسل بيدرا يستقصى خبر السلطان، فوجده منفردا، فركب إليه بحزبه فلما انتهوا إليه هجم عليه بيدرا وضربه بالسيف ضربة قطعت ذراعه، وأخرى غاصت فى كتفه فتقدم إليه الأمير لاجين وقال لبيدرا من يطلب ملك مصر والشام لا يضرب مثل هذا الضرب وضرب السلطان ضربة كان بها هلاكه، وأدخل الأمير بهادر سيفه فى دبره ومال عليه حتى خرج من حلقه، وما من أمير إلا ضربه بسيفه، وبقيت رمته فى موضعها يومين ثم حملها الأمير عز الدين أيدمر العجمى والى تروجة على جمل إلى دار الولاية/بتروجة وغسلها وكفنها ووضعها فى بيت المال الملحق بدار الولاية، ثم أتى سعد الدين كوجابا الناصرى وحملها إلى مصر ودفنها فى التربة التى أنشأها ذلك الملك عند المشهد النفيسى خارج مصر صبيحة يوم الجمعة