للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لاثنتين وعشرين من صفر وكانت سلطنته ثلاث سنين وشهرين وأربعة أيام.

وأما بيدرا فإنه عاد بعد قتل السلطان وجلس على دست السلطنة وبايعه أمراؤه وباسوا له الأرض وسموه بالملك الأوحد والملك المعظم والملك القاهر، ثم قام من تروجة إلى الطرانة فبات بها وقد تبع أثره مماليك الأشراف وأخصاؤه وأمراؤه يريدون قتله وهكذا جميع الأمراء والاجناد لما بلغهم الخبر ساروا إليه من مصر وخلافها يريدون قتله فأدركوه بالطرانة فقتلوه بعد التمثيل به بقطع أطرافه ثم احتزوا رأسه وأتوا بها إلى القاهرة وطافوا بها فى الشوارع والحارات، ثم عقدوا البيعة للملك الناصر محمد ابن قلاوون.

وقوله فى صولقى قال كترمير الصولق مخلاة من جلد يضعها الشخص فى حزامه من الجهة اليمنى والجمع صوالق قال المقريزى وصوالق بلغارى كبار يسع الواحد منها أكثر من ويبة يغرز فيه منديل طوله ثلاثة أذرع، وقال فى موضع آخر يعمل المنديل فى الحياصة على الصولق من الجانب الأيمن.

وفى تاريخ مصر لأبى المحاسن صوالقهم كبار يسع كل صولق نصف ويبة أو أكثر، والحياصة هى الحزام جمعها حوائص، ونقل كترمير عن المقريزى: أنها هى التى تعرف قديما بالمنطقة وتعرف الآن بالسبتة، وفى مسالك الأبصار يقال حياصة ذهب ويفرق حوائص ذهب على المقدّمين، وفى خطط المقريزى للأمراء المقدمين حوائص من ذهب وحوائص المماليك منها ما هو ذهب ومنها ما هو فضة انتهى.

وقد بحث كل من السلطان الأشرف والأمير بيدرا على حتفه بظلفه، أما الأمير بيدرا فلتعديه على السلطان وقتله، وأما السلطان الأشرف فلتقديمه ابن السالوس على الأمراء وتقليده الوزارة مع تعاظمه وكبره وتحقيره للأمير بيدرا وغيره، وذلك أن الملك الأشرف خليل قد ولاه الوزارة فى سنة ستمائة وتسعين، وكان وقتئذ بالحجاز فكتب إليه بالحضور وكتب بين السطور بخط يده، يا أيها المسافر يا شقير، يا وجه الخير، أسرع السير؛ لأنا جلسنا على التخت، فحضر فى عاشر المحرم من السنة المذكورة، وكان الأمير سنجر السجاعى قائما بالوزارة من غير أن يكسى الحلة ومن غير أن يكون له توقيع، فلما حضر ابن السالوس وتقلد الوزارة كساه السلطان الحلة وسلم له جميع مصالح المملكة، وخصص له جملة من المماليك السلطانية يركب بعضهم خلفه