ولاطف السرى فخرج إليه فى زلاج وخرج الجروى فى مثله فالتقيا فى وسط النيل مقابل سندفا وقد أعد الجروى فى باطن زلاجه/الحبال وأمر أصحابه بسندفا إذ الصق بزلاج السرى أن يجروا الحبال إليهم، فلصق الجروى بزلاج السرى فربطه فى زلاجه وجر الحبال وأسر السرى ومضى به إلى تنيس فسجنه بها وذلك فى جمادى الأولى، ثم كر الجروى وقاتل فلقيه جموع المطلب بسفط سليط فى رجب فظفر.
ولما عزل عمر بن ملاك عن الاسكندرية ثار بالأندلسيين ودعا للجروى فأقبل عبد الله بن موسى بن عيسى إلى مصر طالبا بدم أخيه العباس فى المحرم سنة مائتين فنزل على عبد العزيز الجروى فسار معه فى جيوش كثيرة العدد فى البر والبحر حتى نزل الجيزة فخرج إليه المطلب فى أهل مصر فحاربوه فى صفر فرجع الجروى إلى شرقيون ومضى عبد الله بن موسى إلى الحجاز، وظهر للمطلب أن أبا حرملة فرجا الأسود هو الذى كاتب عبد الله بن موسى وحرضه على المسير فطلبه ففر إلى الجروى.
وجدّ المطلب فى أمر الجروى فأخرج الجروى السرى بن الحكم من السجن وعاهده وعاقده على أن يثور بالمطلب ويخلعه، فعاهده السرى على ذلك فأطلقه وألقى إلى أهل مصر أن كتابا ورد بولايته فاستقبله الجند من أهل خراسان وعقدوا له عليهم وامتنع المصريون من ولائه فنزل داره بالحمراء وأمده قيس بجمع منهم وحارب المصريين فهزمهم وقتل منهم، فطلب المطلب منه الأمان فامنه وخرج من مصر واستبد السرى بن الحكم بأمر مصر فى مستهل شهر رمضان.
فلما قتل الأندلسيون عمر بن ملاك بالإسكندرية سار إليها الجروى فى خمسين ألفا فبعث السرى إلى تنيس بعثا فكر الجروى راجعا إلى تنيس فى المحرم سنة إحدى ومائتين فلما ثار الجند بالسرى فى شهر ربيع الأول وبايعوا سليمن بن غالب قام عباد ابن محمد عليه وخلعه وقام بالأمر على بن حمزة بن جعفر بن سليمن بن على بن عبد الله بن عباس فى مستهل شعبان، فامتنع عباد أن يبايعه ولحق بالجروى، ثم لحق به أيضا سليمن بن غالب فكان معه وعاد السرى إلى ولاية مصر فى شعبان وقوى سلطانه.
فلما كان فى المحرم سنة اثنتين ومائتين ورد كتاب المأمون إليه يأمره بالبيعة لولى عهده على بن موسى الرضا فبويع له بمصر فقلم فى فساد ذلك إبراهيم بن المهدى