للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الخيل بسروجها ولجمها وتجافيف وصناعات عدة وثلاث قباب ديبقية بمراتبها ومتحرفات وبنود وما جرى الرسم بحمله من المتاع والمال والبز.

ولما قدم الحاكم استدعت أخته السيدة سيدة الملك إلى عامل تنيس عن الحاكم بأن يحمل مالا كان اجتمع قبله ويعجل توجيهه وقيل إنه كان ألف ألف دينار وألفى ألف درهم اجتمعت من أرياع البلد لثلاث سنين وأمره الحاكم بتركها عنده فحمل ذلك إليها وبه استعانت على ما دبرت، وفى سنة خمس عشرة وأربعمائة ورد الخبر على الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله أبى هاشم على بن الحاكم بأمر الله، أن السودان وغيرهم ثاروا بتنيس وطلبوا أرزاقهم وضيقوا على العامل حتى هرب، وأنهم عاثوا فى البلد وأفسدوا ومدوا أيديهم إلى الناس وقطعوا الطرقات وأخذوا من المودع ألفا وخمسمائة دينار فقام الجرجراى وقعد وقال كيف يفعل هذا بخزانة السلطان وساءنا فعل هذا بتنيس وبيت المال وسير خمسين فارسا للقبض على الجناة، وما زالت تنيس مدينة عامرة ليس بأرض مصر مدينة أحسن منها ولا أحصن من عمارتها إلى أن خربها الملك الكامل محمد بن العادل أبى بكر بن أيوب فى سنة أربع وعشرين وستمائة فاستمرت خرابا ولم يبق منها إلا رسومها فى وسط البحيرة وكان من جملة كورة تنيس بورا ومنها وإيوان وشطا وبحيرتها الآن يصطاد منها السمك وهى قليلة العمق يسار فيها بالعادى وتلتقى السفينتان هذه/صاعدة وهذه نازلة بريح واحدة، وقلع كل واحد منهما مملوء بالريح وسيرهما فى السرعة مستو وبوسط البحيرة عدة جزائر تعرف اليوم بالعزب جمع عزبة بضم العين المهملة وزاى ثم موحدة سكنها طائفة من الصيادين وفى بعضها ملاحات يؤخذ منها ملح عذب لذيذة ملوحته وماؤها ملح وقد يحلو أيام النيل انتهى بحروفه.

وقال الكندى: بتنيس ثياب الكتان الديبقى والمقصور الشفاف والأردية وأصناف المناديل الفاخرة للأبدان والأرجل والمخاد والفرش المعلم والطراز يبلغ الثوب المقصور منها خمسمائة دينار وأقل وأكثر، ولا يعلم فى بلد ثوب يبلغ مائتى دينار فما فوقها وليس فيه ذهب إلا بمصر، وقد أخبرنى بعض وجوه التجار أنه بيع حلتان دمياطيتان بثلاثة آلاف دينار انتهى.

وقال صاحب كتاب «نشق الأزهار» نقلا عن محمد بن أحمد بن بسام أن تنيس