للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومعنى قرا سنقر كما قال كترمير عن بعض المؤرخين سنة سنقر الأسود كما أن آق سنقر معناها سنقر الأبيض ويقال أيضا سنقر الأشقر وهى ألقاب لبعض الأمراء مأخوذة من اسم طير يستعمله ملوك المشرق فى الصيد اسمه سنقر وجمعه سناقر، وبعضهم يسميه شنقور بالشين المعجمة أو شنقار والتتار يسمونه شنكقور وتارة يقولون شنقار بضم الشين المعجمة وبالقاف أو شنغار بالغين المعجمة. ويسمى فى اللغة الفرنساوية جوفو.

قال القزوينى وهذا الطير هو أمير الطيور وهو بقدر الشاهين ورجلاه أكثر لحما من رجلى الشاهين وساقه كساق الطفل، ويوجد فى بلاد التركستان وفى جبال قوقاز (بلاد الشركس) وفى بلاد الروسيا ويألف الجهات الباردة، وهو أعظم الجوارح صيدا فإذا أرسل على جماعة من الطير فإنه يرتفع فوقها فى الجوّ ويحوم فى علوه فيعمل دائرة بحيث يرجع إلى نقطة ابتدائه، فعند ذلك تجتمع جميع الطيور التى تحت هذه الدائرة فتكون نحو المركز ولو بلغت ألفا، ولا تستطيع واحدة منها الخروج عن الدائرة ثم ينزل عليها شيئا فشيئا فتنزل هى أيضا تحته شيئا فشيئا حتى تقع على الأرض فيمسكها الصيادون.

وكانت ملوك المشرق تتهادى به ففى سنة ستمائة واثنتين وستين هجرية أرسل الأمير شرل أخو ملك فرنسا من هدية بعثها إلى السلطان بيبرس عدة سناقر شهب.

وفى سنة ستمائة وأربع وثمانين وصلت هدية الجنويين إلى السلطان قلاوون ومنها ستة سناقر وكلب أبيض بقدر السبع.

وفى كتاب السلوك للمقريزى أن السلطان محمد بن قلاوون كان يحب الصيد ويجلب من جميع الجهات الصقور والسناقر والشواهين وغيرها من الجوارح وفشا ذلك فى زمنه فكثرت السناقر، حتى كان يجتمع عند الأمير الواحد عشرة أو أكثر ولاعتنائه بالجوارح رتب لها خدما بإقطاعات وافرة يقال لهم البازدارية والواحد بازدار، ورتب لأكلها أيضا اللحم والحشيش والخضر، ولما مات وجد عنده من السناقر مائة وعشرون، وكان أبوه قبله ليس عنده إلا سنقر واحد.

وقال أبو الفداء لما سحت فى مصر ووصلت إلى مدينة سرياقوس قابلنى الأمير سيف الدين شجرى أمير شكار وأحضر لى سنقرأ وأهدى إلى السلطان محمد بن