وقال أبو المحاسن: إن الطبلخاناه لا تضرب على باب كل أمير بل على أبواب الأمراء الكبار الذين يعطيهم السلطان تلك المزية. ويقال لهم أمراء الطبلخاناه، وقال أيضا:
هو والمقريزى فى كتاب السلوك: إنها كانت تضرب على باب الأمير سيف الدين بهادر آس فى سنة سبعمائة وثلاثين ثلاث مرات كل يوم، وقال جمال الدين بن واصل كان مع أبى العباس طبول عظام مجلدة بجلود البقر من طبول الخلافة يضرب بها ضربا شديدا مزعجا، وقال خليل الظاهرى كان عدة الأمراء الذين تضرب الطبلخاناه على أبوابهم ثلاثين أميرا، وفى كتاب الإنشاء أمراء الطبلخاناه هم كل أمير يكون تحت إمرته أربعون فارسا فأكثر، وقد بطل ذلك فى القرن التاسع إلا عند توجه أحد الأمراء لأمر مهم، مثل الكشف على القناطر وجمع المحصولات فتضرب له عند سفره، وفيه أيضا أن أمراء الطبلخاناه كانوا أربعة وعشرين كل منهم يحكم على مائة مملوك وألف عسكرى، فلذا يقال: أمير مائة ومقدم ألف فكان يضرب على باب أحدهم ثمانية أحمال طبلان من الدهول ومزماران وأربعة أنفرة.
وقال أبو المحاسن كانت تضرب الطبلخاناه أيضا على باب المقدم. ويقال له: مقدم الطبلخاناه، وفى مسالك الأبصار أنه كان يتحصل من أقطاع أمير الطبلخاناه كل سنة ثلاثون ألف دينار.
وفى كتاب السلوك أن الصاحب بدر الدين حسن بن نصر الله ارتقى إلى درجة الوزارة سنة إحدى وستين وثمانمائة، فكانت له مع نظر الخاص وإمارة تقدمة الألف، وجعلت له مزية ضرب الطبلخاناه على بابه بعد غروب الشمس كما كان ذلك قبله لأمراء الترك وكان من المتعممين ولم يبلغ هذه الدرجة قبله أحد من الكتاب وفى ابن إياس أن دق الطبول على أبواب الأمراء قد انقطع من وقت دخول السلطان سليم ا. هـ.
كترمير.
ومن حوادث هذه المدينة ما نقله أيضا عن النويرى فى حوادث سنة سبع وستين وسبعمائة أن رجلا من أقباط مصر، كان كاتبا فى صناعة إنشاء المراكب فترهب وأقام فى جبل حلوان، فوجد فى مغارة هناك كنزا يقال إنه من خبايا الحاكم بأمر الله العبيدى فجعل يتصدق منه على جميع فقراء مصر، وبلغ خبره السلطان فأحضره وطلب منه إحضار الكنز فأبى وقال للملك إنه آيل إليك جميعه لأنى أتصدق به على الناس وهم يدفعونه فيما عليهم لجانب الديوان فخلى سبيله بعد شفاعة وترج، وفى تلك المدة كان قد رتبت على النصارى مغارم كثيرة، فذهب ذلك الراهب إلى مأمور