التحصيل، وكان يسمى مشد المستخرج وصار يدفع عن النصارى واليهود ما عليهم من الغرامات ويدخل الحبوس ويسدد الديون واشتهر أمره وظهر ظهورا عظيما، ومضى إلى الصعيد ففعل مثل ذلك ثم انتقل إلى الاسكندرية وأوسع فى ذلك، فأفتى العلماء بقتله خوف الفتنة ووافق ذلك رأى السلطان بيبرس، فأحضره بين يديه وألزمه أن يدله على الكنز وأن يخبره عن أصله وكيفية عثوره عليه فأبى فأمر بتعذيبه حتى مات، فأخذت رمته من القلعة ورميت على باب القرافة.
ويقال إن ما صرفه على الفقراء والمدينين دخل خزينة الديوان وصار تحت أيدى الصيارفة بلغ ستمائة ألف دينار على مقتضى الدفاتر غير ما كان يعطيه سرا وربما كان أكثر.
ونقل كترمير أيضا جملة مما يتعلق بكلمة مشدّ ومثلها كلمة شاد فقال إنها تستعمل بمعنى مفتش وبمعنى ملاحظ ونحو ذلك فيقال شاد الشرابخاناه، وقرره شادا على العمارة، وولى فى بندر كذا شادا، ويقال شاد الدواوين وشاد القصر وشاد المراكب وكذلك مشدّ، واسم الوظيفة شادية، ويقال لها أيضا شدّ فيقال شادية جدة وشدّ جدة وشادية البيمارستان وشدّ الدواوين.
ويقال ولى السلطان فلانا فى الشدّ، وكان فلان يتولى شد صناعة الإنشاء.
(التحريرات) بمصر وولى أيضا شدّ البلاد وتدخل كما فى كتاب الإنشاء فى جملة مصالح، فيقال شدّ الشرابخاناه كما مرّ، وهو فى رتبة المقدم، وله التفتيش على ما يدخل فى شرابخاناة السلطان من المأكولات والمشروبات فيلاحظ الأطعمة التى تقدم للسلطان حتى لا يتمكن أحد من غشها، وتحت إدارته الحكماء والكحالون والجراحية ويعود عليهم من الوزير فوائد وعطايا كثيرة.
ومن ذلك أيضا شاد الزردخاناه وهو مفتش الترسانة وخزانة السلاح وله النظر على آلة الحرب ويشافه السلطان فيما يلزم لذلك ويجلب من مصر والشام ما يحتاج إليه ويحضر صناعة النفط والبارود ويفتش على صناع الدروع ولا مات الحرب، وله كاتب للداخل والخارج ومن ذلك شاد الدواوين، وهو ملاحظ أقلام المصالح وقد يعين فى تحصيل الإيراد، وتارة يرتب من غير أن يخدم وهو أمير عشرة، ومن ذلك شاد العمائر وهو مفتش العمارات والمبانى فيلاحظ ما يأمر السلطان ببنائه، وقد يلحق به أمير