للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما الصغير الذى لم يبلغ سنه عشر سنين فإنه يعالج بلا مقابل، وكذلك الفقراء لكن بشرط أن يأتوا بشهادة من حكام جهاتهم أنهم فقراء، والعادة أن/المقرر يدفع كل أسبوع، وأما ملاءات الفرش والغطاء فيأتى بها المريض من عند نفسه على حسب حاله.

وقد بنى بها حمام بديع لخصوص الفاملية الخديوية حيطانه بالقيشانى النفيس، ولم تزل بها العمائر والإصلاحات ولزيادة التسهيل على مريد الوصول إليها أنشأ الخديوى إسمعيل باشا سكة حديد من القاهرة إليها، وجرى عليها الوابور فى سنة أربع وتسعين فكثر الواردون عليها، فقاصدها من أهل القاهرة يركب الوابور من محطة ميدان محمد على بقره ميدان تجاه مصطبة المحمل، فيمر على مقابر المماليك وفى شرقى ضريح الإمام الشافعى إلى البساتين، ثم إلى محطة طرا ويرى عن يمينه مبانى العسكرية التى أنشأها الخديوى إسمعيل باشا، ثم يرى سلاسل الجبل والمحاجر التى كان المصريون يأخذون منها لبناء الأهرام، ثم فى وسط مقابر قدماء المصريين وقبور الذين كانوا ينحتون الحجارة وأجسامهم فى توابيت من الحجر، ثم يصل إلى محطة المعصرة ثم إلى محطة حلوان، وهذه السكة تارة تكون فى الجبل، وتارة تكون بأرض المزارع قريبة من النيل أو بعيدة عنه وميلها ستة ملليمتر.

وقررت الحكومة أن تعطى أراضى هذه الجهات مجانا لمن يرغب بعقد مخصوص فيه مواعيد البناء والشروع فيه، وأن يكون شاغلا الخمس من الأرض، وفرضت على كل ٥٠٠ متر رسما قدره جنيه واحد، فابتدأ بعض الناس فى التوجه إليها وطلبوا بعض أراضى يبنون بها منازل على الشروط التى نوّهنا بها، وشرعوا فى بناء المنازل قليلا قليلا بقية تلك السنة والتى بعدها.

ثم استهلت سنة ست وتسعين ومائتين وألف، وهى التى بشرنا هلالها بالإسعاد وبلوغ المراد، ورفاهية البلاد والعباد، بارتقاء مولانا وسيدنا الجناب الأفخم، ولىّ النعم خديوى مصر أفندينا: (محمد توفيق باشا) المعظم على أريكة الخديوية المصرية واستقراره فى ذروة عزه، واستقلاله بأمر ملكه، وقد أخذ أدام الله دولته، ومكن صولته، فى تشييد أركان العمران مادّيا ومعنويا، ووجه أنظار عنايته العلية إلى ترقى عمارية هذا القطر السعيد ومنحه من التفاته الكريم ما جعله يختال كل يوم فى