شرف هذا الالتفات ما لا يدخل تفصيله تحت حصر ولا عد وكمل فى تلك السنة بناء سبعة منازل، وفى سنة ١٨٨٧ أحد عشر منزلا كل ذلك غير الرخص التى أعطيت بناء على الطلبات المقدمة وأصحابها لم يتمموا البناء، وهم أكثر من ستين طلبا لا يقل الطلب الواحد عن ألفين وخمسمائة متر. بل غالب الطلبات يشتمل على ما فوق هذا المقدار، ومن الموازنة بين عدد مبانيها فى سنة ١٨٨٢ وهذه السنة سنة ١٨٨٧. يؤخذ أكبر برهان على تقدمها السريع فى العمار، فقد صار الآن بها مائة وخمسون بيتا.
ولو حصلت المقارنة بين ما تجدد من سنة ١٨٧٤ إلى سنة ١٨٨٢، وبين ما تجدد من سنة ١٨٨٢ إلى سنة ١٨٨٧ لظهر أن المتجدد فى السنين الأخيرة خمسة أضعاف المتجدد فى السنين الأول، فإنه تجدد فيها فى المدة الأولى ثمانية وعشرون بيتا والباقى تجدد فى الخمس سنوات الأخيرة.
ومما يستحق النظر أن الجهة الشرقية التى على جانب السكة الحديد وصلت من كمال البناء فى كل الفضاء لدرجة لم يبق فيها موضع خال من العمار، وقد توجهت أنظار الطالبين إلى الجهة الغربية لتكملة عمارها كما حصل فى سابقتها ولم يبق منها إلا قطع قليلة وستتم بتمامها حينئذ خريطة البلد التى كان صار رسمها ويقتضى الحال لتوسيعها بالنسبة لما هو مشاهد من كثرة إقبال العالم.
وقد تباشر الناس وتحققوا بأن هذه المدينة ستباهى أشهر المدن فى عهد يسير وأن صيتها سيشتهر ومنزلتها ستعلو من توجه عناية الجناب العالى إلى تسهيل مدارك الوصول لكل مأمول، فإنه أصدر أمره الكريم بتعديل شروط الإعطاء القديمة وجعلت فيها من التيسيرات والتسهيلات ما يسهل به البناء لكل طالب، ومن أعظم عنايته أيضا زيارته هذه المدينة وتشريفها ركابه الكريم فى كل شهر مرتين فضلا عما هو متوجه إليه فكره الشريف من تجميل هذه البلدة وتحسينها وظهرت مباديه من صدور الأمر بامتداد طريق للنزهة بين الحمامات والنيل يمتد الفين وخمسمائة متر طولا وثمانية أمتار عرضا، ويزرع على جانبيه خمسمائة شجرة، وفى ذلك من المنافع ما لا يخفى خصوصا الضعفاء البنية بعد استعمالهم مياه الحمامات، كما أن ذلك جاريا بالبلاد الأجنبية.
وتعيين الموسيقى الخديوية للتوجه كل يوم جمعة لتطرب بألحانها الجميلة سكان