للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مع الأجناد المصرية، حتى قتل سليمان بيك فى المعركة، وولى جركس ورجعت التجريدة وتبعه سالم بن حبيب والأسباهية وذهبوا خلفه فعدى الشرق فعدوا خلفه وطلعت تجريدة أخرى من مصر، فتلاقوا معهم وتحاربوا مع محمد بيك جركس، فكانت بينهم وقعة عظيمة وكانت الهزيمة على جركس وحصل ما حصل من وقوع جركس فى الربوة وموته هناك ودفنه بناحية شرونه.

ثم بعد ذلك رجع سالم بن حبيب بما غنمه فى تلك الوقائع إلى بلده، واشتهر أمره واشترى السرارى البيض، ولم يزل معظما مهيبا حتى توفى سنة إحدى وخمسين ومائة وألف، وخلف ولدا يسمى عليا اشتهر أيضا بالفروسية والنجابة والشجاعة، ثم بعد موت سالم ترأس عوضه أخوه سويلم فى مشيخة نصف سعد فسار بشهامة واشتهر ذكره وعظم صيته فى الإقليم المصرى زيادة عن أخيه سالم ووسع الدواوير والمجالس.

ولما سافر الأمير عثمان بيك الغفارى بالحج ورجع سنة إحدى وخمسين المذكورة أرسل هدية إلى سويلم المذكور وأرسل له الآخر التقادم.

ثم إن الأمير عثمان بيك تغير خاطره على سويلم لسبب من الأسباب، فركب عليه على حين غفلة ليلا وتغالى به الدليل ونزل على دجوة وقت طلوع الشمس، وكان الجاسوس سبق إليهم وعرفهم بركوب الصنجق عليهم، فخرجوا من الدور ووقفوا على ظهور خيالهم بالغيط بعيدا عن البلدة، فلما حضر/الصنجق ورمح على دورهم ورموا الطوائف بالرصاص لم يجدوا أحدا لم يتعرض لنهب شئ، ومنع الغز والطوائف عن أخذ شئ، ثم بلغ عمر بيك رضوان وإبراهيم بيك خبر ركوب الصنجق، فركبوا خلفه حتى وصلوا إليه وسلموا عليه، فعرّفهم أنه لم يجدهم بالبلد فركب عمر بيك، وأخذ صحبته مملوكين فقط وسار نحو الغيط فرآهم واقفين على ظهور الخيل، فلما عاينوه وعرفوه نزلوا عن الخيل وسلموا عليه، فقال لهم: لأىّ شئ تهربون من أستاذكم، وعرفهم أنه أتى بقصد النزهة وأحضر بصحبته على بن سالم فقابل به الأمير وقبل يده ورجع إلى دوره، وأحضر أشياء كثيرة من أنواع المأكل حتى اكتفى الجميع وعزم عليهم تلك الليلة، فبات الصنجق وباقى الأمراء وذبح لهم أغناما كثيرة وعجلى جاموس، وتعشى الجميع وأخرج لهم فى الصباح شيئا كثيرا من أنواع الفطورات، ثم