للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قدم لهم خيولا صافنات وركبوا ورجعوا إلى منازلهم.

ولما هرب إبراهيم بيك قطامش فى أيام راغب محمد باشا وكان سويلم مركونا إليه، جمع سويلم عرب بلىّ وضرب ناحية شبرا المعدّية فوصل الخبر إلى إبراهيم جاويش القازدغلى، فأخذ فرمانا بضرب ناحية دجوة والخروج من حق أولاد حبيب، فعين عليهم ثلاثة صناجق، وهم عثمان بيك أبو يوسف وأحمد بيك كشك وآخر ووصلتهم النديرة بذلك فوزعوا دبشهم وحريمهم فى البلاد، وركبوا خيولهم ونزلوا فى الغيط، ونزلت لهم التجريدة ومعهم الجبخانة والمحاربون وهجموا على البلاد فوجدوها خالية.

ولما رأى الحبايبة كثرة التجريدة ذهبوا إلى ناحية الجبل الشرقى، وأرسل إبراهيم جاويش إلى عثمان بيك أبى سيف أمير التجريدة، بأنه ينادى عليهم فى البلاد، ولا يدع أحدا منهم ينزل الريف، فركب عثمان بيك وطاف البلاد يتجمس عليهم، فظفر لهم بقومانية وذخيرة ذاهبة إليهم من الريف على الجمال، فحجزها وأخذها وذلك مرتين ورجع عثمان بيك ومن معه إلى مصر، وصحبته ما وجدوه للحبايبة فى البلاد من مواش وسكر وعسل وأخشاب وهدموا جانبا من بيوتهم.

وكان على على بن سالم أن يذهب مع سويلم إلى الجبل، لكنه أخذ عياله وذهب عند أولاد فوده، فلما سمع بالتشديد على أصحاب الدرك أتى إلى مصر، ودخل بيت إبراهيم جاويش وعرفه بنفسه وطلب منه الأمان، فعفا عنه بشرط أن لا يقرب دجوة ويسكن فى أى بلد شاء، يزرع ويقلع مثل الناس.

ثم إن سويلما ومن معه أرسل إلى حسين بيك الخشاب بأن يأخذ له أمانا من إبراهيم جاويش ففعل، وقبل شفاعة حسين بيك بشرط إبطال حماية المراكب وأذية بلاد الناس، ويكفيهم الخفارة التى أخذوها بالقوة.

واستخلص لهم المواشى التى كان جمعها عثمان بيك أبو سيف، واستقر سويلم كما كان بدجوة وبنى له دارا عظيمة ومقاعد مرتفعة شاهقة فى العلو، يحمل سقوفها