للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يلوح على أجزائها الزائدة عن العشرين فى تحقيقى إنها بخط مؤلفها ابن/منظور المعروف بالإفريقى، ثم نسخة من حاشية المحقق النطاسى سيدى محمد بن الطيب الفاسى تنعش النفوس لإنتصافه للصحاح من القاموس، وهذا المحقق كالسيف المنتضى، ويعبر عنه بشيخنا السيد مرتضى، ثم مسودة كتاب فى اللغة ضخم بخط مؤلفه أبى عثمان التنوخى الفخم، ثم أجزاء من المحكم المنير للإمام ابن سيده الضرير، ثم نسخة مزهر للسيوطى ذات حواش كثيرة بخط صاحبنا الشيخ نصر الهورينى رب البصيرة منقول بعضها من المسفر عن شرحه خبايا المزهر لرب التحقيق المطرب سيدى محمد بن الطيب.

وقد طالعنا فى مدة من الأيام هذا الكتاب الأخير قبل الشروع فى تاج العروس المنير كأنه مقدمة للمقصود لنقف على ما فى اللغة من حدّ ومحدود، ثم عدة من الأسفار ودواوين شعرية ذات اعتبار، ثم كليات أبى البقاء فى اصطلاحات العلوم العربية النقلية منها والعقلية، ثم حدود الجرجانى السيد القمقام، ثم شروح ديوان حماسة أبى تمام لذى المذهب الأبريزى المعروف بالقاضى التبريزى.

وهذه الكتب كلها فى أيدينا للمراجعة إذا تخالفنا فى معنى أو وقع فيه بيننا منازعة، فانظر ياذا الكسل الأحلى مذاقا من العسل، إلى هذا الاستعداد العجيب عند من هو فى اللغة غريب.

وكان أمامى وأمامه كرسيان ذوا سطحين أفقيين مائلين لراحة القارئ شيئا عليهما معدّين. وكنت فى بعض الأحيان أرى منه المشاركة والجولان فى فروع فقه أبى حنيفة النعمان، إذا ورد علينا أثناء القراءة حكم دينى مدركه قياس أو دليل غير يقينى.

وقبل الشروع فى القراءة كل يوم يحضر لكل منا كاستان أو سلطانيتان بالشاى الممزوج بالسكر والقهوة مملوأتان، مع ملعقتين ولقمتين أو رغيفين مستطيلين صغيرين، ثم يحضر لنا شبكان بالحرير المقصب مكسوان. وحين القراءة يكون مع كل منا من الكتاب المتعدد النسخ نسخة رائعة لأجل التنجيز بسرعة المراجعة وكان المذكور يعيب ترتيب مواد كليات أبى البقاء، ويحثنى على أن أرتبها ترتيبا لائقا معتبرا أصول