الكلمات غير معوّل على أداة التعريف وزوائد المشتقات، وتارة يقول لولا ما بيدى من الأشغال لنسجتها على أليق منوال، ورأيت له وجها فى ذلك فإنه كتاب وعر المسالك.
وبعد مفارقتى إياه كل يوم فى العشية يكون قد ترجم ما قرأناه إلى لغته الإنكليزية مرتبا له ترتيب المصباح كعادة المعجمات اللغوية قبل ظهور ترتيب الجوهرى صاحب الصحاح برد كل فصل من فصول القاموس إلى محله المعتبر فى الترتيب الأول المأنوس.
ومكثنا على هذه الأحوال عدّة أحوال حتى تصرمت تسعة أعشار الكتاب المهم وأشرف على أن يتم، وكنا نستوفى مع ذلك مطالعة أصول ذلك الشرح ككتاب لسان العرب، وحاشية المحقق الفاسى الموفية بالأرب، وكنا نرى على حواشى اللسان هوامش بخط السيد مرتضى الحسينى الزبيدى وقت أخذه منه ما رام، ووقفنا على أجزاء من هذا الشرح السابع والثامن والتاسع فى خزانة رواق الشوام مكتوب على كل جزء منها بخط بعض المغفلين، أوقف هذا الكتاب إلى آخره، كما وقفنا على قطعة من الجزء الأول بخط المؤلف أيضا اشتراها له من الشيخ أحمد منة العالم المالكى؛ الشيخ أحمد الكتبى الآتى ذكره.
وكان هذا الرجل يسكن فى الحوارى البعيدة عن تردد أقدام الأفرنج خصوصا الإنكليز، مخافة أن يشغلوه عن سرعة التنجيز، كجهة الحنفى وغيط العدة، وكان لكثرة جدّه واجتهاده لا يخرج من منزله الشهر والشهرين والثلاثة كعادته فى بلاده.
وممن كان يجتمع عليه رجل كتبى أشقر اللون أشعله، يقال له الشيخ أحمد الشعراوى، وكان يسمح له بذلك نظرا لاحتياجه إلى ما يرغبه من الكتب.
ومن مآثره الجميلة التى تعد للكرام فضيلة، أنه كان فى شهر رمضان، شهر التفضل والإحسان من المنان، يدفع لى كمية سنية فى مغلفة من الورق مطوية، زيادة على مربوط الماهية، محتوية على مقدار ذى بال من الجنيهات الإنكليزية، مترجيا منى قبوله وأن لا أردّ سوله، قائلا:«هذه توسعة رمضان وأنت شريف فاقبلها منى سبيل الهدية لا الصدقة والإحسان».
ومما اتفق له أن ضاعت ماليته المستثمرة، التى كان يسد بها مفاقره، فى بنك من