للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العصمة زينب هانم كريمة المرحوم الحاج محمد باشا على، وغيرها من حريمات الباشوات ذوات القدر العلى.

وكان المرحوم الحاج محمد على باشا والمرحوم الحاج عباس حلمى باشا يخاطبان هذا الرجل فى العادة بمنصور أفندى زاده، كما بلغنى والعهدة على من بلغنى.

وقد شاهدت من حذاقة أخته ومسارعتها لقضاء مرادى وراحة البال ما أبرأ من المرض أولادى الأطفال وقعيدة منزلى فى الحال بوضع ذرور على مقولها فقامت كناقة نشطت من عقالها، كأنها طبيبة أريبة وفى أختيار العلاج مصيبة.

وكان لها ولدان نجيبان بزى الترك متحليان أكبرهما يقال له يوسف أفندى، والأصغر سليمان، وكانا فصيحى اللسان ذكيى الجنان، ذوى خط جميل لاتقانهما صنعة التمثيل. وكانت تعلمهما أمهما-الإنكليزية-اللغتين التليانية والفرنساوية، ويقرأ لهما خالهما النبيل شرح ألفية النحو لابن عقيل. وكان الأصغر وعمره خمس عشرة سنة يعرف-كما أخبرنى خاله-اللغة الهيروجليفية معرفة متقنة، ويظهر لى أنه علمه إياها لأن سعة معارفه لا تاباها، حتى أن كثيرا من السياحين يتلقاها عن هذا الصغير القاصر تلقى المتعلمين من المعلمين الأكابر. ومن الأمور البديعة المباينة لآراء أهل الطبيعة، أن هذا الرجل الذى لا أعرف فيه تصنعا ولا أراه بالافتراء متولعا، كان يقول بوجود الجن، وحكى لى عنهم نوادر دعته إلى هذا الرأى.

وكان يعتقد الولاية فى الشيخ أحمد الليثى، الذى كان يمشى حافى الأقدام فى ركاب الشيخ العروسى شيخ الإسلام، لأنه كان يخبره حين اجتماعه وتردده على الشيخ المذكور بكل نادرة تحدث لبعض أهل بلدته لو ندرة فى تواريخ معلومة مقررة فكانت ترد إليه الرسائل بعين ما كان يخبره هذا الفاضل.

ومع ذلك لم يزل هذا الرجل عيسوى الدين معتقدا فى صحة الإسلام وعقيدة المسلمين، كأنه كان يظن عدم عموم رسالة سيد ولد عدنان وعدم نسخ دينه للأديان، بروتستانى المذهب مع عائلته يقول بنبوة سيدنا عيسى ورسالته، لا كما يعتقد بقية فرق النصارى ممن صاروا فى كلمة الله عيسى حيارى. هذا وكان يعتقد حرمة تعاطى الخمر