المملوك من فوره فوجد الكنائس قد صارت كوما وعدتها أربع كنائس، وأن بطاقة وقعت من والى البحيرة بأن كنيستين فى مدينة دمنهور قد هدمتا والناس فى صلاة الجمعة من هذا اليوم.
وقد جدد السلطان برقوق أسوار دمنهور فى سنة ٧٩٢ هجرية، وكان فيها وجاق من الينكشارية، على ما ذكره السياح برون.
وذكر شيرول الفرنساوى فيما كتبه على مصر أن: خليج الإسكندرية يمر بحرى مدينة دمنهور على بعد ألف ومائتى متر أو ألف وخمسمائة متر، وماء النيل يصل إليها من خليج مخصوص ينتهى إلى خليج الإسكندرية فوق قرية فلاقا.
وقال العالم سنونى فى سياحته فى مصر: إن دمنهور مدينة كبيرة، إلا أنها غير جيدة البنيان، فإن أكثرها من الطوب النئ، وهى محل البك-أى حاكم البحيرة- والكاشف، وهى مركز تجارة القطن المتحصلة من البلاد المجاورة.
وقال الأب سيكادو بويل: إن هذه المدينة هى التى كانت تسمى قديما هرموبوليسبروا، خلافا لمن زعم أنها محل منيلاوس العتيقة، ولمن زعم أن هرموبوليس محلها الآن الرحمانية.
قال كترمير: الحق القول الأول، لأنه المعوّل عليه عند الأقباط وهم أعلم ببلدهم.
ولا يعارض هذا القول استرابون أن مدينة هرموبوليس كانت على شاطئ النيل مع أنها الآن على/بعد منه، ومن خليج الإسكندرية، لأن الخليج الذى كان يوصل ماء النيل إلى الإسكندرية كان منفصلا عن النيل بقرب مدينة شابور.
وكان لدمنهور خليج مخصوص ينتهى إلى خليج الإسكندرية، ويغلب الظن أن هذا الخليج كان موجودا زمن الرومانيين، وأما جزء خليج الإسكندرية الموصل إلى الرحمانية فهو حادث بعد استرابون. ومعنى كلمتى يتم انهور وهرموبوليس واحد وهو مدينة هوروس، والكلمة الثالثة الرومانية ترجمة للأولى القبطية، وأما مدينة منيلاوس التى تكلم عليها استرابون فكانت على يمين خليج كانوب وقاعدة لخط منيلايت-وهى كلمة قبطية أيضا لا يونانية-فإن منيلايت اليونانى لم يبن بمصر قط. وفى بعض كتب القبط سميت هذه المدينة بموعد الأشياء، وأن الأروام حرفوها كما حرفوا أسماء