كثيرة من المقدسين وغير ذلك بأسماء من عندهم لتنسب إلى بلادهم، من ذلك قولهم أن مدينة كانوب اسمها مشتق من اسم ريس سفينة منيلاوس، وأن مدينة سايس- وهى صا الحجر-بناها الأثينيون، وليس الأمر كذلك.
والمعروف الذى لا ينكره أحد من المؤرخين أن سكروب الذى أسس مدينة أثينه أصله من مدينة صا الحجر كما برهن على ذلك العالم شميت، من أهالى برن، فى رسالة ألفها بخصوص المهاجرين إلى مصر وتوطنوا أثينه. ا. هـ.
ثم إن دمنهور البحيرة الآن مدينة كبيرة، وهى مركز مديرية البحيرة، وكانت فى الزمن الأول ثمان بلاد: شبرى، والدمنهورية، وقرطسة-بلد الحبشى-، ونقرهة، وسكتيده، وهذه الخمسة هى الموجودة الآن، وأما الثلاثة الآخر فمنها:
بلدة كانت تسمى طموس، ومحلها الآن محل أبى الريش، بينه وبين دمنهور نحو خمسمائة متر، ومنها: بلدة كانت تسمى الأتلة، وبلدة كانت تسمى قراقص وقد عدمتا. فأما شبرى دمنهور: فهى فى غربى السكة الحديد على شمال الذاهب إلى الإسكندرية، وأما: فرطسه فهى فى شرقى السكة فى مقابلة شبرى، ونقرهة، عند السوق على الشاطئ الغربى لترعة الخطاطبة، وكذا سكتيده، وقد صارت كلها مدينة واحدة. وأغلب أبنيتها بالآجر وعلى دورين، وفيها ما هو على ثلاثة أدوار أو دور واحد، وفيها قصور تشبه قصور الإسكندرية، وبها ديوان المديرية بجميع لوازمه.
وبها محكمة ولاية مأذونة بالمبايعات والاسقاطات والأيلولات والرهونات ونحو ذلك، بخلاف غيرها من محاكم مديريتها، وهى خمس محاكم ليست مأذونة بهذه الأقلام الأربعة وهى: محكمة بالنجيلة، ومحكمة بناحية أبى حمص، ومحكمة بناحية العطف، ومحكمة الدلنجات، ومحكمة شبرا خيت.
وفيها شارع يمر من قنطرة السكة الحديد إلى وسطها، تحفه حوانيت وخانات وقهاو، ويتوصل منه إلى سوق القطن فوق ترعة الخطاطبة، ولها غير السوق الدائم، سوق كل يوم أحد، يباع فيه أنواع البهائم وخلافها، وفيها أربع معاصر للزيت، وأربعة دكاكين صاغة بقرب جامع الزواوى، وثلاثة دكاكين قبانية.
وبها عدة مساجد جامعة، أكثرها بمنارات غير الزوايا، فمنها: جامع سيدى محمد الأفلاقى، فى حارة باب النصر، وهو جامع قديم، قد جرى ترميمه من زمن