للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بنقضها، فأرسل خلفه يستدعيه لأمر تذكره-على ظن تأخره-فلم يدركوه إلا وقد قطع مسافة بعيدة، ثم أرسل للوزير دفعة من المال وأغناما وعبيدا طوشية وغلالا.

ثم لم يمض بعد ذلك إلا نحو ثلاثة أشهر وسافرت طائفة من الإنكليز إلى الإسكندرية، وكذلك حسين باشا القبطان، ونصبوا للمصريين الفخاخ، وأرسل القبطان يطلب طائفة منهم، فأوقع بهم ما أوقع، وقبض الوزير على من بمصر من الأمراء وحبسهم، وجرى بينهم ما جرى. ثم عينوا لاحضار، المترجم، طاهر باشا بعساكر، فقتل منهم من قتل والتجأ الباقى للإنكليز، وذهب الجميع إلى الناحية القبيلة وأرسلوا التجاريد. وتصدى المترجم لحروبهم، ثم حضر إلى ناحية بحرى بعد حروب ووقائع، فاجتهد محمد باشا خسرو فى إخراج تجريدة عظيمة، وجعل سر عسكرها كتخداه يوسف بيك، وهذه التجريدة هى التى سماها العوام تجريدة الحمير، لأنهم جمعوا فيها جملة من حمير الحمارة والتراسين وحمير الأكاف والسقائين، وعملوا على أهل بولاق ألف حمار، وكذلك على مصر/ومصر القديمة، وصاروا يخطفون حمير الناس ويكبسون البيوت ويأخذون ما يجدونه، وكان يأتى بعض أشقياء العسكر عند باب الدار ويضع فمه عند الباب ويقول: زر، فينهق الحمار فيأخذونه. ثم لما تم مرادهم من جمع الحمير اللازمة لهم سافروا إلى ناحية البحيرة، فكانت بينهم وقعة عظيمة بمساعدة من الإنكليز، وكانت الغلبة له على العساكر، وأخذ منهم جملة أسرى وانهزم الباقون، وحضروا إلى مصر فى أسوأ حال.

وهذه الكسرة كانت سببا فى حصول الوحشة بين الباشا والعساكر، فإنه غضب عليهم وأمرهم بالخروج من مصر، فطلبوا علائفهم، فقال: «بأى شئ تستحقون العلائف ولم يخرج من أيديكم شئ»، فامتنعوا من الخروج.

وكان المشار إليه محمد باشا سرششمه، فأراد الباشا اصطياده فلم يتمكن منه لشدة احتراسه، فحاربه فوقع له ما هو مذكور فى محله.

وخرج الباشا إلى دمياط، ومن ذاك الوقت ظهر اسم محمد على باشا ولم يزل ينمو ذكره بعد ذلك.

وأما المترجم، فإنه بعد غلبته للعسكر ذهب إلى ناحية دمنهور وذهبت كشافه وأمراؤه إلى المنوفية والغربية والدقهلية، وطلبوا منه المال، ثم رجعوا إلى البحيرة، ثم