للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لذلك وأنعم على الكتخدا وأرسل معه هدية جليلة لمخدومه من ملابس وأسلحة وخيام ونقود وغير ذلك فأخذ الهدية، وقضى ما هو مطلوب لمخدومه مما يحتاج إليه ولأمرائه وأتباعه، ووسق المراكب وذهب بها جهارا من غير أن يتبعه أحد أو يتعرض له، وذهب صحبته السلحدار وموسى البارودى.

ثم عاد الكتخدا ثانيا وصحبته السلحدار وموسى البارودى، وذكر أنه يطلب كشوفية الفيوم وبنى سويف والجيزة ومائتى بلد من الغربية والمنوفية والدقهلية يستغل فائضها، ويجعل إقامته بالجيزة، ويكون تحت الطاعة، فلم يرضى الباشا بذلك، وقال: «إننا اصطلحنا مع باقى الأمراء وأعطيناهم من حدود جرجا بالشروط التى شرطناها عليهم، وهو داخل ضمنهم»، فرجع الكتخدا له بالجواب، بعد أن قضى أشغاله من أمتعة وخيام وسروج وغير ذلك وقضى غرضه وتمت حيلته.

ثم ذهب إلى الفيوم وتحارب جنده مع جند ياسين بيك، فانخذل فيها ياسين بيك.

ثم إن المترجم خرج من الفيوم فى أوائل المحرم من السنة المذكورة، وكان حسن باشا طاهر بناحية جرزة الهوى بمن معه من العساكر، فكانت بينها وقعة عظيمة، انهزم فيها حسن باشا إلى الرقق وأدركه أخوه عابدين بيك فأقام معه بالرقق.

وحضر المترجم إلى برّ انبابه وخرجت عليه العساكر فكانت بينهما وقعة بسوق الغنم، ظهر عليهم فيها أيضا. ثم سار مبحرا، وعدّى من عساكره وجنده إلى السبية جملة، فأخذوا منها ما أخذوه وعادوا إلى أستاذهم بالطرانة. ثم انتقل راحلا إلى البحيرة وأراد تخريب دمنهور، وكانت فى غاية من التحصين فلم يقدر عليها. فعاد إلى ناحية وردان، ثم رجع إلى حوش ابن عيسى، لأنه بلغه وصول مراكب بها أمين بيك تابعه وعدة عساكر من النظام الجديد وأشخاص من الإنكليز/، لأنه كان ما من هو فيه من التنقلات والحروب يراسل الدولة والإنكليز، وأرسل بالخصوص أمين بيك إلى الإنكليز، فسعوا مع الدولة بمساعدته وحضروا إليه بمطلوبه، فعمل لهم بحوش ابن عيسى شنكا. وأرسل مع أمين بيك إلى الأمراء القبليين الهدايا، فراجت أموره عليهم.

ثم فى إثر ذلك حضر قبطان باشا إلى الإسكندرية وورد الخبر بأن موسى باشا واصل بعده واليا على مصر، وبالعفو عن المصريين. والسبب فى حركة القبطان إرسالات الألفى للإنكليز ومخالطة الإنكليز الدولة، وكان وزيرها محمد باشا السلحدار، وأصله