أفعل ذلك مع قومى، وثمرة المال قضاء مصالح الدنيا، وما نحن فيه الآن من أهم المصالح. وقل لهم البدار قبل فوات الفرصة».
فلما فرغ من كلامه ودعه سليمان أغا، ورجع إلى قبلى فوجدهم أصروا على عدم دفع شئ. ورجع إبراهيم بيك أيضا إلى قولهم ورأيهم، ولما ألقى إليهم سليمان أغا العبارات التى قالها صاحبهم، وأنه يكون تحت أمرهم ونهيهم ويرضى بأدنى المعايش معهم ويسكن الجيزة … إلى آخر ما قال.
قالوا:«هذا والله كلام لا أصل له، ولا ينسى ثأره وما فعلناه فى حقه وحق أتباعه، ولو اعتزل عنا وسكن قلعة الجبل، فهو الألفى الذى شاع ذكره فى الآفاق ولا يخاطب الدولة غيره، وقد كنا فى غيبته لا نطيق عفريتا من عفاريته، فكيف يكون هو وعفاريته؟».
فقال لهم سليمان المذكور:«اقضوا شغلكم فى هذا الحين حتى ينجلى عنكم الأغراب، ثم اقتلوه بعد ذلك واستريحوا منه». فقالوا:«هيهات بعد أن يظهر علينا فإنه يقتلنا واحدا بعد واحد، أو يخرجنا إلى البلاد ثم يرسل فيقتلنا، وهو بعيد فلا نأمن له مطلقا».
كل هذا ورسل القبطان تذهب وتأتى بالمخاطبات والعرضحالات-حتى تم الأمر كما تقدم-، وفى أثناء ذلك ينتظر القبطان جوابا كافيا وسلحداره مقيم أيضا عند المترجم، والمترجم يشاغل القبطان بالهدايا والذخيرة من الغلال والسمن والأغنام، إلى أن رجع إليه سليمان أغا وهو متحير فيما وقع فيه من الورطة ومكسوف. البال من القبطان.
فلما وصل إليه سليمان-المذكور-وأخبره أن الجماعة القبليين قد امتنعوا من الدفع ومن الحضور، وأن المترجم يقوم بدفع القدر الذى يقدر عليه والذى يبقى عليه يدفعه بعد ذلك.
اغتاظ القبطان وقال: «أنت تضحك على ذقنى وذقن وزير الدولة، وقد تحركنا هذه الحركة على ظن أن الجماعة على قلب رجل واحد، وإذا حصل من المماليك عصيان ومخالفة ولم يكن فيهم مكافأة ساعدناهم بجيش من النظام الجديد وغيره،