أصحابه إلى البر الغربى، وركبوا البحر من الغد وهو يوم السبت رابع صفر، وأقلعوا إلى عكا.
وفى هذه النوبة يقول الوزير جمال الدين بن مطروح:
قل للفرنسيس إذا جئته … مقال نصح عن قؤول نصيح
آجرك الله على ما جرى … من قتل عباد يسوع المسيح
أتيت مصر تبتغى ملكها … تحسب أن الزمر يا طبل ريح
فساقك الحين إلى أدهم … ضاق بك عن ناظريك الفسيح
وكل أصحابك أودعتهم … بحسن تدبيرك بطن الضريح
خمسون ألفا لا يرى منهم … إلا قتيل أو أسير جريح
وفقك الله لأمثالها … لعل عيسى منكم يستريح
إن كان باباكم بذا راضيا … فرب غش قد أتى من نصيح
قل لهم إن أضمروا عودة … لأخذ ثأر أو لنقد صحيح
دار ابن لقمان على حالها … والقيد باق والطواشى صبيح
وقدر الله أن الفرنسيس هذا بعد خلاصة من هذه الواقعة جمع عدة جموع وقصد تونس. فقال له شاب من أهلها، يقال له احمد بن اسماعيل الزيات:
يا فرنسيس هذه أخت مصر … فتأهب لما إليه تصير
لك فيها دار ابن لقمان قبر … وطواشيك منكر ونكير
فكان هذا فألاحسنا فإنه مات وهو على محاصرة تونس.
ولما تسلم الأمراء دمياط، وردت البشرى إلى القاهرة فضربت البشائر وزينت القاهرة ومصر، فقدمت العساكر من دمياط يوم الخميس تاسع صفر.
فلما كان فى سلطنة الأشرف/موسى ابن الملك المسعود اقسيس ابن الملك الكامل، والملك المعز عز الدين التركمانى، وكثر الاختلاف بمصر، واستولى الملك الناصر يوسف بن العزيز على دمشق. اتفق أرباب الدولة بمصر-وهم المماليك البحرية-على تخريب مدينة دمياط خوفا من مسير الفرنج إليها مرة أخرى، فسيروا