الأمراء، فوقعت الكرة فى الدهليز أمام التخت فلم يتجاسر أحد أن يقرب منها، فتقدم شابور راكبا حصانه وأخذها بدون جزع، ففرح أردشير وتحقق أنه ابنه لصلبه، انتهى.
وكان الشاعر عدى بن زيد قد تعلم لعب العجم على الخيل بالصوالجة، ويؤخذ من ذلك أن تلك اللعبة قديمة عند الفرس وأخذتها عنهم اليونان، ولا يعلم وقت دخولها فى القسطنطينية، وأول من بنى ميدانا للعبها فى القسطنطينية تيودور الثانى، وتكتب فى كتب العرب صولجان وجمعها صوالجة، ولا تختلف فى جميع الأقطار إلا فى الآلة التى يضرب بها الكرة.
قال التبريزى فى «شرح الحماسة» فى كلمة محجن: هى قطعة من الخشب معوجة من طرفها كالصولجان، انتهى، ثم إن العرب أخذتها عن الفرس وانتشرت فى جميع البلاد واشتغلت بها الأمراء والملوك، وفى نصيحة بعض ملوك الفرس لابنه: يا بنى إن أردت أن تجعل الصولجان من ألعابك فلا تجعله دوما؛ لأنه كان سببا لموت كثير من الناس لما فيه من الخطر، ويقال إن عمرو بن ليث كان أعور فلما صار أمير خراسان ذهب يوما ليلعب بالصولجان فانقض أحد أمرائه المسمى أزهر وأمسك بلجام فرسه وقال: أريد أن لا تلعب فقال عمرو: أنتم تلعبون فلماذا تمنعنى؟ فقال أزهر: لكل منا عينان، فإن ذهبت إحداهما بقيت الأخرى ولم يكن لك إلا عين واحدة، فإن ذهبت قهرت على ترك ملك خراسان، فقبل النصيحة وامتنع، فيا بنى إن لعبت مرة أو مرتين فى السنة فلا بأس، لكن أرجوك أن لا يكون معك كثير من الناس، ويكفى أن يكون فى أول الميدان فارسان واثنان فى وسطه وفى نهايته مثل ذلك، وبذلك يمكنك رمى الكرة والجرى وراءها ولا خوف عليك.
وفى تاريخ بيبرس المنصورى: فى سنة مائتين وثلاث وستين كان الوزير عبيد الله التركى يلعب بالصوالجة فى ميدان ببيته فوقع ومات، وكذلك أبو على ابن أبى الحسين بعد أن استولى على بلاد جرجان لعب يوما بالكرة فوقع من فوق حصانه ومات سنه ثلثمائة وخمس عشرة.