للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفى تاريخ جمال الدين بن واصل كان نجم الدين والد صلاح الدين مولعا بها، وكان لهذه اللعبة شهرة عند سلاطين المغول وأمرائهم، وفى سنة خمسمائة وخمس وخمسين كان الأمير قيماز الأرجوانى يلعب بالصولجان، فوقع من على فرسه فخرج مخه من أنفه وأذنيه ومات لوقته، وفى سنة ستمائة وثلاث وسبعين كان الملك الأشرف والملك الكامل بمدينة دمشق، وفى كل يوم يلعبان الصولجان بالميدان الأخضر، وفى بلاد الأكراد كانت زوجة الأمير شمس الدين تلعبها، فكانت ملاهيها رمى النشاب والصولجان، وفى مصر اعتادت الأمراء والسلاطين هذه اللعبة من مبدأ الفتح الإسلامى، فبنى أحمد ابن طولون لها ميدانا، وكان الخليفة الفاطمى العزيز مولعا بها، وكذلك الملك الصالح نجم الدين أيوب وبنى لها ميدانا على النيل سماه الميدان الصالحى، وأمر ابنه أن لا يقبل أحدا فى خدمته ما لم يلعب ذلك، وكان السلطان الملك الظاهر بيبرس مولعا بها أيضا، وجعل لذلك أياما محدودة كأيام الأعياد، ولما انحسر ماء النيل عن الميدان الصالحى أنشأ الميدان الظاهرى على النيل، وأنشأ السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون ميدان المهارة على النيل أيضا، وكان يذهب إليه مع أمرائه للعب الصولجان، وفى سنة سبعمائة وثلاث وعشرين بنى ميدان سرياقوس وهدم الميدان الظاهرى وأنشأ غيره بين الفسطاط والقاهرة وسماه الميدان الناصرى، وكان فى وقت زيادة النيل فى أيام الحر يذهب كل يوم سبت إلى اللعب هناك، وفى سنة ثمانمائة وتسع وثمانين لعب السلطان قايتباى الصولجان فوقع؛ فانكسرت رجله، وبعد خمس عشرة سنة كان الأمير دولة باى خارج القاهرة فى جهة الرصد فلعب الصولجان فوقع على حجر فمات، وبقيت هذه اللعبة ببلاد الفرس.

وفى تاريخ الكرد أن أحد ملوك الفرس كان يدرب ابنه مع أولاد الأمراء على التعليمات العسكرية؛ كالرمى بالنشاب واللعب بالصولجان وركوب الخيل، وفى سيرة شاه عباس أنه لما حضرت إليه رسل السلطان سليم سلطان المغول