حياه بأعظم تحية، ومما حياه به أن لعب معه بالصولجان، وذكر السياحون أن فى مدينة أصفهان ميدانا للعب الصولجان.
وقال كترمير أيضا: ينبغى أن يفرق بين لعب الصولجان ولعب الكرة، فإن الأول هو لعب الأمراء والسلاطين ويكون على الخيل، وأما الثانى فهو اللعبة المعروفة، وتوجد إلى الآن بمصر وأغلب بلاد الدنيا ويلعبونها مشاة غالبا، وقال أيضا: ومن ألعابهم لعبة تسمى القبق بقافين بينهما موحدة، وكان الميدان الذى يلعب فيه يسمى ميدان القبق، وفى أبى المحاسن أن السلطان نصب القبق ظاهر القاهرة خارج باب النصر، وصفة ذلك أن ينصب صار طويل ويجعل على رأسه قرعة من ذهب أو فضة، ويوضع فى القرعة طير حمام، ثم يأتى الرامى وهو سائق فرسه فيرميه بالنشاب، فمن أصاب القرعة وطير الحمام خلع عليه خلعة تليق به ثم يأخذ القرعة.
وفى «خطط المقريزى» عند الكلام على ميدان القبق أن القبق عبارة عن خشبة عالية جدا تنصب فى براح من الأرض، ويعمل بأعلاها دائرة من خشب وتقف الرماة بقسيها وترمى بالسهام جوف الدائرة؛ لكى تمر من داخلها إلى غرض هناك تمر نبالهم على احكام الرمى، ويعبرون عن ذلك بالقبق، وهو كلمة تركية تطلق فى الأصل على القرعة اه.
وأما الخطة فهى لعبة يلعبونها عند الصيد، وهى بضم الخاء أصلها من ألعاب العرب كما فى القاموس، ونقل كترمير عن بعض المؤرخين أن العادة لعب الخطة على الطيور المصروعة، وسيأتى وصفها فى الكلام على العباسة.
ثم إن السلطان محمدا بعد أن كان يسرح إلى سرياقوس، ويلعب بها الكرة كان-كما فى المقريزى-يخلع على الأمراء وسائر أهل الدولة، ويقيم فى سرحته أياما، فيمر للناس فى إقامتهم بهذه السرحة أوقات لا يمكن وصف ما فيها من المسرات، ولا حصر ما ينفق فيها من المآكل والهبات والأموال اه.