للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومما للسلطان أيضا الهناب، ففى «منهل الصفا» لأبى المحاسن: كان للسلطان ثلاث هنابات مختصة به، كل هناب مع ساق، والهناب بتشديد النون اسم لإناء أو قدح، ويقال: من أكرمه السلطان ناوله هنابا وتناول الهناب وشرب ما فيه.

وقوله فيما تقدم شعار الخلفاء والعباسيين معناه علاماتهم وما يتميزون به، ويسمى الشعار بالفارسية رنكا وجمعه رنوك، ومعناه فى الأصل اللون، قال فى تاريخ بطاركة الإسكندرية: الخلع كانت سوداء لأن هذا كان شعار الدولة العباسية ورنكها، وفى خطط المقريزى عند الكلام على الظاهر بيبرس أن رنكه كان على شكل سبع، وقال: السباع التى هى رنك الملك الظاهر، وفى موضع آخر قال: خرق منه قدر باب كبير ودهن عليه رنكه، وقال فى «المنهل الصافى»: كان يحمل رنك جده قلاوون، وفى موضع آخر: كان رنكه دائرة بيضاء يشقها شطب أخضر عليه سيف أحمر يمر فى البياض الفوقانى البياض التحتانى على الشطب الأخضر، وكان الرنك فى غاية الظرف، حتى أن الخواطئ من النساء كن ينقشنه على معاصمهن، وقال فى موضع آخر: كان رنك سلار أبيض وأسود، وفى موضع آخر ضرب رنكه على اصطبل شيخون بالرميلة، وضرب رنك السلطان على البيمارستان المنصورى، وفى نبذة فى البيطرة قال إن الداغات المصرية هى التى اليوم على اسم صاحبها أو رنكه، وفى «تاريخ الجبرتى» كان الرنك الذى يتميز به أحد الفريقين عن الآخر إذا ركبوا فى الموكب، وفى موضع آخر قال يرسم رنكه على ورقة أو على باب الدكان، وقال عند التكلم على الينكشارية: وضعوا نشاناتهم ورنكهم على القهاوى والحوانيت، انتهى.

ولا بأس أن نورد هنا بيان بعض أسماء أرباب الوظائف من الأمراء والأجناد فى الدولة التركية؛ ليتضح لك بعض ما فى خطط المقريزى وغيرها من ذلك، فنقول: نقل دساسى فى كتابه «الأنيس المفيد» عن أبى المحاسن أن الملك الظاهر بيبرس هو الذى ابتدأ فى دولته بأرباب الوظائف من الأمراء والأجناد،