وفى كتاب «الإنشاء» أن مما يلزم نائب الدوادار أن يعرف ترتيب الأوراق ويتحرى فى ذلك ما أمكن لئلا تشتبه على الملك فى العلامة، وطريق ذلك أن يفرش فوطة من الحرير الإسكندرى أحد طرفيها معقود، ويكون ذلك بحضور الدوادار فيضع فيها أولا أكبر ما يكون من قطع الورق ثم ما دونها ثم ما دونها إلى أن يكون قطع الثلث، ثم ترتب المناشير كذلك، ثم المراسيم المربعة والتذاكر، ثم أوراق الطريق والمراسيم والتواقيع الصغار، ثم توضع الأمثلة وأولها ما عليه اسم الملك ثم والده مع صدرت والعالى، ثم ولده مع أدام وضاعف ثم أخوه، ثم تلف وتوضع فى المزرة وتحمل إلى القصر فيعرض ترتيبها مرة ثانية، ثم تقدم لأخذ العلامة فيعلم أولا أخوه وهو ما كان آخر الترتيب، ثم ولده إلى أن يكون آخر علامته ما وضع أولا فى الفوطة من القطع الكبار، ثم تقدم القصص المستوجبة للأخذ يكتب فيشملها الخط الشريف وتعاد إلى الفوطة، ثم تعاد إلى الدوادار فيعيدها لحامل المزرة.
ومما يلزمه أيضا أن لا يضع فى الفوطة لأخذ الخط الشريف ورقا ملونا، ولا دنسا، ولا خشنا لئلا يعثر قلم العلامة فيه، ولا خفيفا لئلا ينفذ فيه المداد، ولا موصولا ولا مثقوبا، ولا ما يكون ضيقا على وضع العلامة.
والجمدار معناه ماسك البقجة التى للقماش لأن الجمى باللغة العجمية هى البقجة، ودار تقدم الكلام عليه، فقس على هذا كل اسم وظيفة فيه لفظ دار نحو بشمقدار فإن معناه ماسك نعل الملك أى خادم نعله، وأما علاج دار فمعناه معلم العسكر استعمال السلاح.
والأمير أخور لفظ مركب فارسى وعربى فأمير معروف وأخور اسم عجمى للمذود الذى يأكل فيه الفرس، فكأنه يقال أمير المذود فهو ناظر اصطبلات الخيل وغيرها، والسلاخور يتركب أيضا من كلمتين سل واخور، وأصل سل سر ومعناها رئيس، وهو المنوط بمؤنة الخيول وهو تحت إدارة الأمير أخور، وقد