للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأما الحجابة فوظيفة جليلة أيضا فى الدولة التركية وليست هى الوظيفة التى كان يليها حجبة الخلفاء، فأولئك كانوا يحجبون الناس عن الدخول على الخليفة، ليس من شأنهم الحكم بين الناس ولا الأمر والنهى، وهى وإن كانت مما جدده الملك الظاهر بيبرس أيضا لكنها عظمت فى دولة الملك الناصر محمد بن قلاوون حتى عادلت النيابة، وأما ما عدا ذلك فأحدثه الملك الناصر محمد بن قلاوون بعد ما جدد والده قلاوون وظائف أخر.

وفى «خطط المقريزى» أن رتبة الحجابة فى الدولة التركية جليلة وكانت تلى نيابة السلطنة، ويقال لأكبر الحجبة صاحب الحجاب، ويسمى الحاجب أيضا برواناه وهى كلمة بروانة الفارسية التى معناها الحاجب، انتهى.

وموضوع الحجابة أن متوليها ينصف من الأمراء والجند تارة بنفسه وتارة بمشورة السلطان وتارة بمشاورة النائب، وكان إليه تقديم من يعرض ومن يرد وعرض الجند فإن لم يكن نائب السلطنة فإنه هو المشار إليه فى الباب.

وفى «مقدمة ابن خلدون» أن الحاجب عند دولة الترك بمصر اسم لحاكم من أهل الشوكة وهم الترك، ينفذ الأحكام بين الناس فى المدينة، وهم متعددون، ووظيفة الحجابة عندهم تحت وظيفة النيابة التى لها الحكم فى أهل الدولة وفى العامة على الإطلاق، وللنائب التولية والعزل فى بعض الوظائف على الأحيان ويقطع القليل من الأرزاق وينفذ أموره ومراسيمه كما ينفذ مراسيم السلطان، وكان له النيابة المطلقة عند السلطان، وقد تقدم الكلام على نائب السلطنة عند التكلم على تروجه، وللحجاب الحكم فقط فى طبقات العامة والجند عند الترافع إليهم، وإجبار من لا ينقاد للحكم وطورهم تحت طور النيابة.

وأما الوزير فى دولة الترك فهو صاحب جباية الأموال فى الدولة، على اختلاف أصنافها من خراج أو مكس أو جزية، ثم تصريفها فى الإنفاقات السلطانية والجرايات المقدرة، وله مع ذلك التولية والعزل فى سائر العمال