للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وذكر المقريزى وغيره أيضا جملة من الرتب والوظائف التى كانت عليها دول الترك، نحو الاستادار وهو الذى إليه أمر البيوت السلطانية كلها من المطابخ والشرابخاناه والحاشية والغلمان، وهو أيضا الذى كان يمشى بطلب السلطان فى السرحات والأسفار، وله الحكم فى غلمان السلطان وباب داره، وإليه أمور الجاشنكيرية والحديث المطلق والتصرف التام فى استدعاء ما يحتاجه من فى بيوت السلطان من النفقات والكسوات وما يجرى مجرى ذلك، وفى أيام الظاهر برقوق أناط بالاستادار تدبير أموال المملكة فتصرف فى جميع ما يرجع إليه أمر الوزير فجلت رتبته بحيث صار فى معنى ما كان فيه الوزير فى أيام الخلفاء.

وأما مستوفى الصحبة فهو الذى يكتب المناشير التى يعلم عليها الملك وتحته جملة (مستوفين لكل منهم جهات مخصوصة) وهى وظيفة جليلة بها تنجيز الأشغال، قال كترمير عن كتاب «الإنشاء» صاحب استيفاء الدولة المتحدث فيها هو الذى يتلقى حسابات الدولة ويضبط أمرها واردا وصادرا، وكان أولا واحدا ثم تعدى إلى ثان وثالث وهم الذين يكتبون التذاكر والمربعات ونحوها وكان توقيعه فى الثلث، وأما استيفاء الخاص فموضوعه ضبط كل ما يرد لديوان الخاص وما يصدر منه، وصاحبه هو المتلقى حسابات الديوان وكتابة ما يكون عليه الخط الشريف من ديوان الخاص، والذى يستبد بأمره فى التولية والعزل هو ناظر الخاص وتوقيعه فى الثلث أيضا، وقال ابن خلكان فى الكلام على مدينة إربل أن وظيفة المستوفى فى هذه البلدة وظيفة جليلة تلى الوزارة، وقال كترمير: هى باقية بالعجم إلى الآن.

وأما مستوفى الجيش ففى كتاب «الإنشاء» أنه الذى يكتب الكشف من الديوان وينزله بعد أخذ الخط الشريف وخط ناظر الجيش عليه، وهو أيضا الذى يخرج الاستحقاقات على قدر معلوم، وهما شخصان أحدهما: مستوفى إقطاعات الديار المصرية ويكتب فى جميعها بمفرده شرقا وغربا وشرطه أن