للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فيبنون المساجد والتكايا والربط والخوانق والأسبلة، ويرصدون عليها أطيانا ويخرجونها من زمام أوسيتهم، فيستغل خراجها أو غلالها لتلك الجهة، وكذا يرصدون على بعض الأشخاص من طلبة العلم والفقراء، على وجه البر والصدقة ليتعيشوا بذلك ويستعينوا به على طلب العلم، وإذا مات المرصد عليه قرر القاضى أو الناظر خلافه من المستحقين، وقيد اسمه فى سجل القاضى ودفتر الديوان السلطانى عند الأفندى الذى كان يعرف بكاتب الرزق، فيكتب له الأفندى سندا بموجب التقرير يقال له الإفراج، ثم يضع علامته ثم علامة الباشا والدفتر دار.

ولكل إقليم من الأقاليم القبلية والبحرية دفتر مخصوص عليه طرة من خارج، مكتوب فيها اسم ذلك الإقليم؛ ليسهل الكشف والتحرير والمراجعة عند الاشتباه، وتحرير مقادير حصص أرباب الاستحقاقات، ولم يزل ديوان الرزق الإحباسية محفوظا مضبوطا فى جميع الدولة المصرية جيلا بعد جيل، لا يتطرقه خلل إلا ما ينزل عنه أربابه لشدة احتياجهم بالفراغ لبعض الملتزمين بقدر من الدراهم معجل، ويقرر على نفسه قدرا مؤجلا دون القيمة الأصلية فى نظير المعجل الذى دفعه للمفروغ ويسمونها حينئذ داخل الزمام، ولم تزل على ذلك بطول القرون الماضية.

وتملك الفرانساوية الديار المصرية فلم يتعرضوا لشئ من ذلك، ولما حضر شريف أفندى الدفتردار بعد دخول يوسف باشا الوزير-وجه الطلب على الملتزمين بأن يدفعوا للدولة حلوانا جديدا على النظام والنسق الذى ابتدعوه للتحيل على تحصيل المال بأى وجه، زاعمين أن أرض مصر صارت دار حرب بتملك الفرنساوية، وأنهم استنقذوها منهم واستولوا عليها استيلاء جديدا، وصارت جميع أراضيها ملكا لهم، فمن يريد الاستيلاء على شئ من أرض أو غيرها فليشتر من نائب السلطان بمبلغ الحلوان الذى قدره، واطلعوا على