التقاسيط وفى بعضها ما وقع عنه الميرى يقبض للخزينة بإذن الولاة بعد المصالحات والتعويض من المصاريف والمصارف الميرية كالعلائف والغلال، والبعض تمم ذلك بمراسيم سلطانية كما يقولون شريفة بحيث يصير الالتزام مثل الرزق الإحباسية ويسمونه خزينة بند، ومنهم من أبقى على التزامه شيئا قليلا سموه مال الحماية، فلم يسهل بهم إبطال ذلك بل جعل عليها الدفتردار الذى كان مقيدا عليها أو أقل أو أزيد، بحسب واضع اليد وأكرمه إن كان ممن يكرم وضمه إلى مال الحماية الأصلى والمستجد فقط، وضيع على الناس سعيهم وما بذلوه من مرتباتهم وعلائفهم التى وضعوها وقيدوها فى نظير جعلها خزينة بند كما ذكرت.
ثم تقيد لكتابة الإعلامات عبد الله أفندى رامز القبودان وقاضى باشا وسمى فى ذلك الوقت بكاتب الميرى، وتوجه نحوه الناس لأجل كتابة الإعلامات لثبوت رزقهم الأحباسية، وتجديد سنداتهم فتعنت عليهم بضروب التعنت، فكان يطلب من صاحب العرضحال إثبات استحقاقه، فإذا ثبت له فلا يخلو إما أن يكون ذلك بالفراغ أو بالمحلول، فيكلفه إحضار السندات وأوراق الفراغات القديمة، فربما عدمت أو بليت لتقادم السنين، أو تركها واضع اليد لاستغنائه عنها بالسند الجديد، أو كان القديم مشتملا على غير المفروغ عنه فيخصم بهامشه بالنزول عنه، ويبقى القديم عند صاحب الأصل، فإن أحضره إليه تعلل بشئ آخر واحتج بشبهة أخرى، فإذا لم يبق شبهة طالبه بحلوانها من مقدار إيرادها ثلاث سنوات وإلا فخمس سنوات، وذلك خلاف المصاريف، فضجّ الناس واستغاثوا من شريف أفندى الدفتردار، فعزل عبد الله أفندى رامز المذكور عند ذلك، وقيد أحد كتابه بمكاتبات الإعلامات، وقرر على كل فدان عشرة أنصاف فضة فما دونها، يرسمها فى السند الجديد وجعلها مال الحماية، وأوهم الناس أن مال الحماية يكون زيادة فى تأكيد الإحباس وحماية له من تطرق الخلل فاستسهل الناس ذلك وشاع فى الإقليم المصرى