للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فأقبل الناس من البلاد القبلية والبحرية لتجديد سنداتهم، فطفقوا يكتبون السندات على نسق تقاسيط الالتزام لا على الوضع القديم، ويعلم بها الدفتردار فقط، وأما الصورة الأولى فكانت تكتب فى كاغد كبير بخط عربى، وعليها طرة بداخلها اسم والى مصر وممهورة أيضا بختمه الكبير، وعليها علامة الدفتردار وبداخلها صورة تسمى التذكرة، مستطيلة على صورة التقسيط، الفرمة ممهورة أيضا وعليها العلامة والختم وهى متضمنة ما فى الكبير، وعلى ذلك كان استمرار الحال إلى هذا الأوان من قرون خلت ومدد مضت.

وفى شهر جمادى الأولى من سنة أربع وعشرين شرعوا فى تحرير دفتر بفرض مال على الرزق الإحباسية المرصدة على المساجد والأسبلة والخيرات والجهات المختصة بالملتزمين، وكتبوا بذلك مراسيم إلى القرى والبلاد وعينوا لها معينين وحق طرق من طرف كشاف الإقليم للكشف عليها، وطلبوا من كل واضع يد أن يأتى بسند إلى الديوان ليجدد سنده ويقوى بمرسوم جديد فإن تأخر عن ظرف أربعين يوما يؤخذ منه ذلك ويعطى لغيره، وذكروا فى مرسوم الأمر أنه إذا مات السلطان أو عزل بطلت تواقيعه ومراسيمه وكذلك نوابه، ويحتاج إلى تواقيع جديدة من نواب المتولى الجديد ونحو ذلك، انتهى.

وفى «خطط المقريزى» أن الإحباس فى القديم لم تكن تعرف إلا فى الرباع وما يجرى مجراها من المبانى وكلها كانت على جهات بر، ثم قال: وأما الأراضى فلم يكن سلف الأمة والتابعين يتعرضون لها، وإنما حدث ذلك بعد عصرهم حتى أن أحمد بن طولون لما بنى الجامع والمارستان والسقاية وحبس على ذلك الأحباس الكثيرة لم يكن فيها سوى الرباع ونحوها، ولم يتعرض إلى شئ من أراضى مصر البتة، وحبس أبو بكر محمد بن على الماردانى بركة الحبش وأسيوط وغيرها على الحرمين وعلى جهات بر وحبس غيره أيضا، ولما قدمت الدولة الفاطمية من المغرب إلى مصر بطل تحبيس البلاد وصار قاضى القضاة يتولى الأحباس من الرباع، وإليه أمر الجوامع والمشاهد، وصار للأحباس ديوان مفرد، انتهى.