للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مسلما ولا يسبوه ولا يستخدموه، ولا يسمعوا مسلما شيئا من كفرهم، ولا يسبوا أحدا من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولا يظهروا خمرا ولا نكاح ذات محرم، وأن يسكنوا المسلمين بينهم، فمتى أخلوا بواحدة من هذه اختلف فى نقض عهدهم، فقيل ينقض متى أخلوا بشئ من هذه الشروط لقوله تعالى: ﴿إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَ لَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ﴾ وهذا عام فى كل ما شرط عليهم، فمفهوم هذا أنهم متى أخلوا بشئ مما شرط عليهم نقض عهدهم.

وقول على : لئن بقيت لنصارى بنى تغلب لأقتلن المقاتلة ولأسبين الذرية؛ فإنى كتبت الكتاب بينهم وبين رسول الله على أن لا ينصروا أولادهم-يدل على نقض عهدهم إذا أخلوا بما شرط عليهم، وروى عن عمر أن ذميا نخس بغلا عليه مسلمة فوقعت فانكشفت عورتها فأمر بصلبه فى ذلك الموضع، وقال: إنما عاهدناهم على إعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون.

وروى أن بنى تغلب دخلوا على عمر بن عبد العزيز فقالوا: يا أمير المؤمنين إنا قوم من العرب افرض لنا فقال: نصارى قالوا: نصارى قال: ادعو إلى حجّاما ففعلوا، فجز نواصيهم وشق من أرديتهم حزما يحتزمونها وأمرهم أن لا يركبوا بالسروج ويركبوا بالأكف من شق واحد.

قال العلماء : ويلزمهم أن يتميزوا عن المسلمين فى لباسهم، وإن لبسوا قلانس ميزوها عن قلانس المسلمين بالخرق، ويشدوا الزنانير فى أوساطهم، ويكون فى أعناقهم خاتم من نحاس أو رصاص أو جرس يدخلوه معهم الحمام، وليس لهم أن يلبسوا العمائم والطيلسان، وأما المرأة فتشد الزنار تحت الإزار، وقيل فوق الإزار وهو الأولى، ويكون فى عنقها خاتم يدخل معها الحمام، ويكون أحد خفيها أسود والآخر أبيض، ولا يركبوا الخيول ويركبوا البغال الحمير بغير السروج بل بالبراذع عوضا عنها، من شق واحد فى