للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والخير الواسع والبركة النامية، وحدثنى عمر أمير المؤمنين أنه سمع رسول الله يقول: إذا افتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض، فقال له أبو بكر : ولم يا رسول الله قال: لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة، فاحمدوا الله معشر الناس على ما أولاكم فتمتعوا فى ريفكم ماطاب لكم، فإذا يبس العود وسخن الماء وكثر الذباب وحمض اللبن وصوّح البقل وانقطع الورد من الشجر-فحىّ إلى فسطاطكم على بركة الله، ولا يقدمن أحد منكم ذو عيال إلا ومعه تحفة لعياله على ما أطاق من سعته أو عسرته، أقول قولى هذا وأستحفظ الله عليكم، قال: فحفظت ذلك عنه فقال والدى بعد انصرافنا إلى المنزل لما حكيت له خطبته: إنه يا بنى يحض الناس إذا انصرفوا إليه على الرباط كما حضهم على الريف والدعة، انتهى.

وفى زمن عبد الملك بن مروان-وكان موسى بن نصير أمير مصر-خرج بسمنود رجل من القبط اسمه بحنس فبعث إليه عبد الملك وقتله وقتل كثيرا من أصحابه وذلك فى سنة ١٣٢ اثنتين وثلاثين ومائة، وفى خطط الفرنساوية أنهم فى مدة حكمهم اختاروها مركزا للمديرية عوضا عن المحلة الكبرى؛ لوقوعها على النيل وحسن موقعها وسهولة الحركة العسكرية بها، فنقلوا إليها الديوان والعساكر وأقامت كذلك مدة إستيلائهم.

ثم إن سمنود الآن بلدة وسط وأغلب أبنيتها بالطوب الأحمر، ومنها ما هو على دور وما هو على دورين، وحاراتها ضيقة، وبها ضبطية ومحكمة شرعية، وبها جملة مساجد جامعة وزوايا كلها عامرة مقامة الشعائر، فمنها مسجد الشيخ سلامة بحارة الشيخ سلامة قريب من البحر، يقال إنه من زمن الصحابة ومساحته تزيد عن فدان، وفى سنة خمسين ومائة وألف صار ترميم نصفه وبقى النصف الآخر متخربا وهو الذى فيه المنارة، وبجوار هذا المسجد قبر الشيخ سلامة، وفى سنة ثمانين ومائتين وألف صار ترميم جميعه على طرف الشيخ مصطفى النجار وكانت دروس العلم به قائمة، ومسجد