للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وبها من الجهة القبلية قشلاق كانت تقيم به الصناجق بعساكرها، وهو إلى الآن محل لإقامة العساكر الباشبزوك والجهادية، وفى شمالها الشرقى جنينة بداخلها جليل تبع أمين باشا، وكان المرحوم سعيد باشا أسس فى شماله فوق البحر سراية ولم تتم، وفيها شون للمهمات الميرية وزربية فيها فحم الحجر تأخذ منه المراكب البخارية، وفى شمالها على نحو مائة قصبة فوق البحر غيضة من شجر السنط تعلق الميرى، أكثر من عشرة أفدنة ممتدة إلى قرب قرية العمرة، وسوقها كل يوم اثنين يجتمع فيه الناس من البرين غير السوق الدائم.

وفى خطط المقريزى أن فى غربيها ديرا يعرف بدير بوشنودة، وبالدير الأبيض، بناؤه بالحجر، وقد خرب ولم يبق منه إلا كنيسة، ويقال إن مساحته أربعة فدادين ونصف وربع والباقى منه نحو فدان، وهو دير قديم، انتهى.

وبلصق المدينة من الجهة الجنوبية الترعة المسماة بالسوهاجية سعة فمها نحو أربع وعشرين قصبة، ولها عتبة بنيت سنة ١٢٤٥ فى عهد أحمد باشا طاهر، يساويها النيل إذا بلغ فى مقياس الروضة أربعة عشر ذراعا، فإذا ازداد عن ذلك دخل الماء فيها، لكن العادة سد ذلك الفم بالدبش ولا يفتح إلا فى مسرى، بعد مضى نحو عشرة أيام منه، على حسب درجة النيل قلة وكثرة، وفى جنوب هذا الفم بمسافة قليلة فم آخر سعته عشر قصبات، وطوله حتى يصل إلى السوهاجية مائة وخمس وعشرون قصبة، والعادة أن يوم فتحها يجعل كالعيد؛ تضرب فيه المزيكة والآلات وينصب ميدان المسابقة بالخيل فى الساحة التى عند العارف ويضرب بندق البارود، وهى بحر متسع ربما نقصت النيل عند فتحها، ولها منافع جمة؛ فإنها تروى نحو أحد عشر حوضا تشتمل على نحو ثلثمائة ألف فدان من سوهاج إلى أسيوط، ويحفها من الجهتين قرى ونخيل وبساتين نزهة وزروع جليلة مثل قصب السكر والذرة والمقاثئ والخضر التى لا تنقطع صيفا ولا شتاء، وهى قاطعة لجملة جسور من غير قناطر غالبا، بل برؤوس من الدبش مثل عمود كوم بدر وعمود طما، ولها فى عمود بنى